Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 44-45)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المكذبين بما جئتهم به من الرسالة سيروا في الأرض ، فانظروا كيف كان عاقبة الذين كذبوا الرسل ، كيف دمر الله عليهم ، وللكافرين أمثالها ، فخلت منهم منازلهم ، وسلبوا ما كانوا فيه من النعيم ، بعد كمال القوة وكثرة العدد والعدد ، وكثرة الأموال والأولاد ، فما أغنى ذلك شيئاً ، ولا دفع عنهم من عذاب الله من شيء ، لما جاء أمر ربك لأنه تعالى لايعجزه شيء إذا أراد كونه في السموات والأرض ، { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } أي عليم بجميع الكائنات ، قدير على مجموعها ، ثم قال تعالى { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } أي لو آخذهم بجميع ذنوبهم ، لأهلك جميع أهل الأرض وما يملكونه من دواب وأرزاق . قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم ، ثم قرأ { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } . وقال سعيد بن جبير والسدي في قوله تعالى { مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } أي لما سقاهم المطر ، فماتت جميع الدواب ، { وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } أي ولكن ينظرهم إلى يوم القيامة ، فيحاسبهم يومئذ ، ويوفي كل عامل بعمله ، فيجازي بالثواب أهل الطاعة ، وبالعقاب أهل المعصية ، ولهذا قال تبارك وتعالى { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } . آخر تفسير سورة فاطر ، ولله الحمد والمنة .