Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 30-32)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } أي يا ويل العباد وقال قتادة { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } أي يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر الله ، وفرطت في جنب الله ، وفي بعض القراءات يا حسرة العباد على أنفسها ومعنى هذا يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب ، كيف كذبوا رسل الله ، وخالفوا أمر الله ، فإنهم كانوا في الدار الدنيا ، المكذبون منهم { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي يكذبونه ويستهزئون به ، ويجحدون ما أرسل به من الحق . ثم قال تعالى { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } أي ألم يتعظوا بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل ، كيف لم يكن لهم إلى هذه الدنيا كرة ولا رجعة ، ولم يكن الأمر كما زعم كثير من جهلتهم وفجرتهم من قولهم { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } المؤمنون 37 وهم القائلون بالدور من الدهرية ، وهم الذين يعتقدون جهلاً منهم أنهم يعودون إلى الدنيا ، كما كانوا فيها ، فرد الله تبارك وتعالى عليهم باطلهم ، فقال تبارك وتعالى { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } . وقوله عز وجل { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } أي وإن جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيامة بين يدي الله جل وعلا ، فيجازيهم بأعمالهم كلها خيرها وشرها ، ومعنى هذا كقوله جل وعلا { وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ } هود 111 وقد اختلف القراء في أداء هذا الحرف ، فمنهم من قرأ { وإن كلٌّ لَمَا } بالتخفيف ، فعنده أن إن للإثبات ، ومنهم من شدد { لَّمَّا } وجعل إن نافية ، ولما بمعنى إلا ، تقديره وما كل إلا جميع لدينا محضرون ، ومعنى القراءتين واحد ، والله سبحانه وتعالى أعلم .