Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 24-26)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { أَفَمَن يَتَّقِى بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ويفزع ، فيقال له ولأمثاله من الظالمين { ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } كمن يأتي آمناً يوم القيامة كما قال عز وجل { أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الملك22 وقال جل وعلا { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } القمر 48 وقال تبارك وتعالى { أَفَمَن يُلْقَىٰ فِى ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِىۤ ءَامِناً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } فصلت 40 ؟ واكتفى في هذه الآية بأحد القسمين عن الآخر كقول الشاعر @ فما أَدري إذا يَمَّمْتُ أرضاً أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهما يَليني @@ يعني الخير أو الشر . وقوله جلت عظمته { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَـٰهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } يعني القرون الماضية المكذبة للرسل ، أهلكهم الله بذنوبهم ، وما كان لهم من الله من واق ، وقوله جل وعلا { فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْىَ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } أي بما أنزل بهم من العذاب والنكال ، وتشفي المؤمنين بهم ، فليحذر المخاطبون من ذلك فإنهم قد كذبوا أشرف الرسل ، وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم والذي أعده الله جل جلاله لهم في الآخرة من العذاب الشديد أعظم مما أصابهم في الدنيا ، ولهذا قال عز وجل { وَلَعَذَابُ ٱلأَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } .