Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 155-158)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه من الذنوب التي ارتكبوها ، مما أوجب لعنتهم وطردهم وإبعادهم عن الهدى ، وهو نقضهم المواثيق والعهود التي أخذت عليهم ، وكفرهم بآيات الله ، أي حججه وبراهينه ، والمعجزات التي شاهدوها على يد الأنبياء عليهم السلام ، قوله { وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } وذلك لكثرة إجرامهم واجترائهم على أنبياء الله ، فإنهم قتلوا جمعاً غفيراً من الأنبياء عليهم السلام . وقولهم { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والسدي وقتادة وغير واحد أي في غطاء ، وهذا كقول المشركين { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِىۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } فصلت 5 الآية ، وقيل معناه أنهم ادعوا أن قلوبهم غلف للعلم ، أي أوعية للعلم ، قد حوته وحصلته ، رواه الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وقد تقدم نظيره في سورة البقرة ، قال الله تعالى { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } فعلى القول الأول كأنهم يعتذرون إليه بأن قلوبهم لا تعي ما يقول ، لأنها في غلف وفي أكنة ، قال الله بل هي مطبوع عليها بكفرهم . وعلى القول الثاني عكس عليهم ما ادعوه من كل وجه ، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في سورة البقرة . { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } أي تمرنت قلوبهم على الكفر والطغيان ، وقلة الإيمان ، { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَـٰناً عَظِيماً } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أنهم رموها بالزنا ، وكذلك قال السدي وجويبر ومحمد بن إسحاق وغير واحد ، وهو ظاهر من الآية ، أنهم رموها وابنها بالعظائم ، فجعلوها زانية ، وقد حملت بولدها من ذلك ، زاد بعضهم وهي حائض . فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ، { إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ } أي هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب قتلناه ، وهذا منهم من باب التهكم والاستهزاء كقول المشركين { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } وكان من خبر اليهود ، عليهم لعائن الله وسخطه وغضبه وعقابه ، أنه لما بعث الله عيسى بن مريم بالبينات والهدى ، حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات التي كان يبرىء بها الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذن الله ، ويصور من الطين طائراً ، ثم ينفخ فيه ، فيكون طائراً يشاهد طيرانه بإذن الله عز وجل ، إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه الله بها وأجراها على يديه ، ومع هذا كذبوه وخالفوه ، وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم ، حتى جعل نبي الله عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلدة ، بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام ، ثم لم يقنعهم ذلك ، حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان ، وكان رجلاً مشركاً من عبدة الكواكب ، وكان يقال لأهل ملته اليونان ، وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلاً يفتن الناس ويضلهم ، ويفسد على الملك رعاياه ، فغضب الملك من هذا ، وكتب إلى نائبه بالمقدس أن يحتاط على هذا المذكور ، وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ، ويكف أذاه عن الناس ، فلما وصل الكتاب ، امتثل والي بيت المقدس ذلك ، وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام ، وهو في جماعة من أصحابه اثني عشر أو ثلاثة عشر ، وقيل سبعة عشر نفراً ، وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت ، فحصروه هنالك . فلما أحس بهم ، وأنه لا محالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم ، قال لأصحابه أيكم يلقى عليه شبهي ، وهو رفيقي في الجنة ؟ فانتدب لذلك شاب منهم ، فكأنه استصغره عن ذلك ، فأعادها ثانية وثالثة ، وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب ، فقال أنت هو ، وألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو ، وفتحت روزنة من سقف البيت ، وأخذت عيسى عليه السلام سنة من النوم ، فرفع إلى السماء وهو كذلك ، كما قال الله تعالى { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ } آل عمران 55 الآية ، فلما رفع ، خرج أولئك النفر ، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ، ظنوا أنه عيسى ، فأخذوه في الليل وصلبوه ، ووضعوا الشوك على رأسه ، وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه ، وتبجحوا بذلك ، وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك لجهلهم وقلة عقلهم ، ما عدا من كان في البيت مع المسيح ، فإنهم شاهدوا رفعه . وأما الباقون ، فإنهم ظنوا كما ظن اليهود ، أن المصلوب هو المسيح بن مريم ، حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت ، ويقال إنه خاطبها ، والله أعلم ، وهذا كله من امتحان الله عباده لما له في ذلك من الحكمة البالغة . وقد أوضح الله الأمر وجلاه وبينه ، وأظهره في القرآن العظيم ، الذي أنزله على رسوله الكريم ، المؤيد بالمعجزات والبينات والدلائل الواضحات ، فقال تعالى وهو أصدق القائلين ، ورب العالمين ، المطلع على السرائر والضمائر ، الذي يعلم السر في السموات والأرض ، العالم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ } أي رأوا شبهه ، فظنوه إياه ، ولهذا قال { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ } يعني بذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ، ومن سلمه إليهم من جهال النصارى ، كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال وسعر ، ولهذا قال { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } أي وما قتلوه متيقنين أنه هو ، بل شاكين متوهمين { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } أي منيع الجناب ، لا يرام جنابه ، ولا يضام من لاذ ببابه ، { حَكِيمًا } أي في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة والسلطان العظيم والأمر القديم . قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء ، خرج على أصحابه ، وفي البيت اثنا عشر رجلاً من الحواريين ، يعني فخرج عليهم من عين في البيت ، ورأسه يقطر ماء ، فقال إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة ، بعد أن آمن بي ، قال ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي ، فيقتل مكاني ، ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سناً ، فقال له اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام ذلك الشاب ، فقال اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب ، فقال أنا ، فقال هو أنت ذاك ، فألقي عليه شبه عيسى ، ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء ، قال وجاء الطلب من اليهود ، فأخذوا الشبه ، فقتلوه ثم صلبوه ، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به ، وافترقوا ثلاث فرق ، فقالت فرقة ، كان الله فينا ما شاء ، ثم صعد إلى السماء ، وهؤلاء اليعقوبية ، وقالت فرقة كان فينا ابن الله ما شاء ، ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء النسطورية ، وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ، ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامساً حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس ، ورواه النسائي عن أبي كريب ، عن أبي معاوية بنحوه ، وكذا ذكره غير واحد من السلف ، أنه قال لهم أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ، وهو رفيقي في الجنة . وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد ، حدثنا يعقوب القمي عن هارون بن عنترة ، عن وهب بن منبه قال أتى عيسى ، ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت ، فأحاطوا بهم ، فلما دخلوا عليه ، صورهم الله عز وجل كلهم على صورة عيسى ، فقالوا لهم سحرتمونا ، ليبرزن لنا عيسى ، أو لنقتلنكم جميعاً ، فقال عيسى لأصحابه من يشري نفسه منكم اليوم بالجنة ؟ فقال رجل منهم أنا ، فخرج إليهم ، وقال أنا عيسى ، وقد صوره الله على صورة عيسى ، فأخذوه فقتلوه وصلبوه ، فمن ثم شبه لهم ، فظنوا أنهم قد قتلوا عيسى ، وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى ، ورفع الله عيسى من يومه ذلك ، وهذا سياق غريب جداً . قال ابن جرير وقد روي عن وهب نحو هذا القول ، وهو ما حدثني المثنى ، حدثنا إسحاق ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهباً يقول إن عيسى بن مريم لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا ، جزع من الموت ، وشق عليه ، فدعا الحواريين ، وصنع لهم طعاماً ، فقال احضروني الليلة ، فإن لي إليكم حاجة ، فلما اجتمعوا إليه من الليل ، عشاهم ، وقام يخدمهم ، فلما فرغوا من الطعام ، أخذ يغسل أيديهم ، ويوضئهم بيده ، ويمسح أيديهم بثيابه ، فتعاظموا ذلك ، وتكارهوه ، فقال ألا من رد عليّ الليلة شيئاً مما أصنع ، فليس مني ، ولا أنا منه ، فأقروه ، حتى إذا فرغ من ذلك ، قال أما ما صنعت بكم الليلة مما خدمتكم على الطعام ، وغسلت أيديكم بيدي ، فليكن لكم بي أسوة ، فإنكم ترون أني خيركم ، فلا يتعاظم بعضكم على بعض ، وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم ، وأما حاجتي الليلة التي أستعينكم عليها ، فتدعون الله لي ، وتجتهدون في الدعاء أن يؤخر أجلي ، فلما نصبوا أنفسهم للدعاء ، وأرادوا أن يجتهدوا ، أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء ، فجعل يوقظهم ويقول سبحان الله ، أما تصبرون لي ليلة واحدة ، تعينوني فيها ؟ فقالوا والله ما ندري مالنا ، لقد كنا نسمر فنكثر السمر ، وما نطيق الليلة سمراً ، وما نريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه ، فقال يذهب الراعي وتفرق الغنم ، وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعي به نفسه . ثم قال الحق ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات ، وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة ، وليأكلن ثمني . فخرجوا وتفرقوا ، وكانت اليهود تطلبه ، وأخذوا شمعون أحد الحواريين ، وقالوا هذا من أصحابه ، فجحد وقال ما أنا بصاحبه ، فتركوه ، ثم أخذه آخرون ، فجحد كذلك ، ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه ، فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال ما تجدون لي إن دللتكم على المسيح ؟ فجعلوا له ثلاثين درهماً ، فأخذها ودلهم عليه ، وكان شبه عليهم قبل ذلك ، فأخذوه فاستوثقوا منه وربطوه بالحبل ، وجعلوا يقودونه ويقولون له أنت كنت تحيي الموتى ، وتنهر الشيطان ، وتبرىء المجنون ، أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل ؟ ويبصقون عليه ، ويلقون عليه الشوك ، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها ، فرفعه الله إليه ، وصلبوا ما شبه لهم ، فمكث سبعاً ، ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى عليه السلام ، فأبرأها الله من الجنون ، جاءتا تبكيان حيث المصلوب ، فجاءهما عيسى فقال ما تبكيان ؟ فقالتا عليك ، فقال إني قد رفعني الله إليه ، ولم يصبي إلا خير ، وإن هذا شبه لهم ، فأمرا الحواريين يلقوني إلى مكان كذا وكذا ، فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر ، وفقدوا الذي باعه ودل عليه اليهود ، فسأل عنه أصحابه ، فقالوا إنه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه ، فقال لو تاب لتاب الله عليه . ثم سألهم عن غلام تبعهم يقال له يحيى ، فقال هو معكم ، فانطلقوا ، فإنه سيصبح كل إنسان يحدث بلغة قومه ، فلينذرهم وليدعهم ، سياق غريب جداً . ثم قال ابن جرير حدثنا ابن حميد ، حدثنا سلمة عن ابن إسحاق ، قال كان اسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى عيسى ليقتله رجلاً منهم يقال له داود ، فلما أجمعوا لذلك منه ، لم يفظع عبد من عباد الله بالموت فيما ذكر لي فظعه ، ولم يجزع منه جزعه ، ولم يدع الله في صرفه عنه دعاءه ، حتى إنه ليقول فيما يزعمون اللهم إن كنت صارفاً هذه الكأس عن أحد من خلقك ، فاصرفها عني . وحتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دماً ، فدخل المدخل الذي أجمعوا أن يدخلوا عليه فيه ليقتلوه هو وأصحابه ، وهم ثلاثة عشر بعيسى عليه السلام . فلما أيقن أنهم داخلون عليه ، قال لأصحابه من الحواريين ، وكانوا اثني عشر رجلاً فرطوس ، ويعقوبس ، ويلاونخس أخو يعقوب ، واندراييس ، وفيلبس ، وابن يلما ، ومنتا ، وطوماس ، ويعقوب بن حلقايا ، ونداوسيس ، وقتابيا ، وليودس زكريا يوطا ، قال ابن حميد قال سلمة قال ابن إسحاق وكان فيهم فيما ذكر لي رجل اسمه سرجس ، وكانوا ثلاثة عشر رجلاً سوى عيسى عليه السلام ، جحدته النصارى ، وذلك أنه هو الذي شبه لليهود مكان عيسى ، قال فلا أدري ما هو من هؤلاء الاثني عشر ، أو كان ثالث عشر ، فجحدوه حين أقروا لليهود بصلب عيسى ، وكفروا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الخبر عنه ، فإن كانوا ثلاثة عشر ، فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا ، وهم بعيسى أربعة عشر ، وإن كانوا اثني عشر ، فإنهم دخلوا المدخل وهم ثلاثة عشر . قال ابن إسحاق وحدثني رجل كان نصرانياً فأسلم أن عيسى حين جاءه من الله إني رافعك إلي ، قال يامعشر الحواريين ، أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبّه للقوم في صورتي فيقتلوه في مكاني ؟ فقال سرجس أنا يا روح الله . قال فاجلس في مجلسي ، فجلس فيه ، ورفع عيسى عليه السلام ، فدخلوا عليه ، فأخذوه فصلبوه ، فكان هو الذي صلبوه ، وشبه لهم به ، وكانت عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة ، وقد رأوهم ، فأحصوا عدتهم ، فلما دخلوا عليه ليأخذوه ، وجدوا عيسى وأصحابه فيما يرون ، وفقدوا رجلاً من العدة ، فهو الذي اختلفوا فيه ، وكانوا لا يعرفون عيسى ، حتى جعلوا ليودس زكريا يوطا ثلاثين درهماً على أن يدلهم عليه ، ويعرفهم إياه ، فقال لهم إذا دخلتم عليه ، فإني سأقبله ، وهو الذي أقبل ، فخذوه ، فلما دخلوا ، وقد رفع عيسى ، ورأى سرجس في صورة عيسى ، فلم يشك أنه هو ، فأكب عليه يقبله ، فأخذوه فصلبوه . ثم إن ليودس زكريا يوطا ندم على ما صنع ، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه ، وهو ملعون في النصارى ، وقد كان أحد المعدودين من أصحابه ، وبعض النصارى يزعم أنه ليودس زكريا يوطا ، وهو الذي شبه لهم ، فصلبوه ، وهو يقول إني لست بصاحبكم ، أنا الذي دللتكم عليه ، والله أعلم أي ذلك كان . وقال ابن جرير عن مجاهد صلبوا رجلاً شبه بعيسى ، ورفع الله عز وجل عيسى إلى السماء حياً ، واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على جميع أصحابه .