Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 71-74)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بأخذ الحذر من عدوهم ، وهذا يستلزم التأهب لهم بإعداد الأسلحة والعدد ، وتكثير العدد بالنفير في سبيل الله { ثُبَاتٍ } أي جماعة بعد جماعة ، وفرقة بعد فرقة ، وسرية بعد سرية ، والثبات جمع ثبة ، وقد تجمع الثبة على ثبين ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ } أي عصباً ، يعني سرايا متفرقين { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } يعني كلكم ، وكذا روي عن مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان وخصيف الجزري . وقوله تعالى { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } قال مجاهد وغير واحد نزلت في المنافقين . وقال مقاتل بن حيان { لَّيُبَطِّئَنَّ } أي ليتخلفن عن الجهاد . ويحتمل أن يكون المراد أنه يتباطأ هو في نفسه ، ويبطىء غيره عن الجهاد ، كما كان عبد الله بن أبي ابن سلول قبحه الله يفعل ، يتأخر عن الجهاد ، ويثبط الناس عن الخروج فيه . وهذا قول ابن جريج وابن جرير ، ولهذا قال تعالى إخباراً عن المنافق أنه يقول إذا تأخر عن الجهاد { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } أي قتل وشهادة وغلب العدو لكم لما لله في ذلك من الحكمة { قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } أي إذ لم أحضر معهم وقعة القتال ، يعد ذلك من نعم الله عليه ، ولم يدر ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قتل . { وَلَئِنْ أَصَـٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله } أي نصر وظفر وغنيمة { لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } أي كأنه ليس من أهل دينكم { يٰلَيتَنِى كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } أي بأن يضرب لي بسهم معهم فأحصل عليه ، وهو أكبر قصده وغاية مراده . ثم قال تعالى { فَلْيُقَاتِلْ } أي المؤمن النافر { فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ } أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا ، وما ذلك إِلا لكفرهم وعدم إيمانهم ، ثم قال تعالى { وَمَن يُقَـٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } أي كل من قاتل في سبيل الله ، سواء قتل أو غلب أو سُلِب ، فله عند الله مثوبة عظيمة وأجر جزيل ، كما ثبت في الصحيحين " وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة " .