Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-8)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة ، وهي ليلة القدر كما قال عز وجل { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } القدر 1 وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } البقرة 185 وقد ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ، ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة ، فقد أبعد النجعة ، فإن نص القرآن أنها في رمضان ، والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري ، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى " فهو حديث مرسل ، ومثله لا يعارض به النصوص . وقوله عز وجل { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } أي معلمين الناس ما ينفعهم ويضرهم شرعاً لتقوم حجة الله على عباده . وقوله { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها . وهكذا روي عن ابن عمر ومجاهد وأبي مالك والضحاك وغير واحد من السلف . وقوله جل وعلا { حَكِيمٍ } أي محكم ، لا يبدل ولا يغير ، ولهذا قال جل جلاله { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } أي جميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه ، فبأمره وإذنه وعلمه { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } أي إلى الناس رسولاً يتلو عليهم آيات الله مبينات فإن الحاجة كانت ماسة إليه ، ولهذا قال تعالى { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ } أي الذي أنزل القرآن هو رب السموات والأرض ، وخالقهما ومالكهما وما فيهما { إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } أي إن كنتم متحققين . ثم قال تعالى { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } وهذه الآية كقوله تعالى { قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ } الأعراف 158 الآية .