Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-28)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ولقد مكنا الأمم السالفة في الدنيا من الأموال والأولاد ، وأعطيناهم منها مالم نعطكم مثله ولا قريباً منه { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَـٰراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَـٰرُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِـآيَـٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي وأحاط بهم العذاب والنكال الذي كانوا يكذبون به ويستبعدون وقوعه ، أي فاحذروا أيها المخاطبون أن تكونوا مثلهم ، فيصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب في الدنيا والآخرة . وقوله تعالى { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ } يعني أهل مكة ، وقد أهلك الله الأمم المكذبة بالرسل مما حولها كعاد ، وكانوا بالأحقاف بحضرموت عند اليمن ، وثمود ، وكانت منازلهم بينهم وبين الشام ، وكذلك سبأ وهم أهل اليمن ، ومدين وكانت في طريقهم وممرهم إِلى غزة ، وكذلك بحيرة قوم لوط كانوا يمرون بها أيضاً ، وقوله عز وجل { وَصَرَّفْنَا ٱلآيَـٰتِ } أي بيناها وأوضحناها { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً ءَالِهَةَ } أي فهل نصروهم عند احتياجهم إِليهم ؟ { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } أي بل ذهبوا عنهم أحوج ما كانوا إِليهم { وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } أي كذبهم { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي وافتراؤهم في اتخاذهم إِياهم آلهة ، وقد خابوا وخسروا في عبادتهم لها واعتمادهم عليها ، والله أعلم .