Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 36-38)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى تحقيراً لأمر الدنيا وتهويناً لشأنها { إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي حاصلها ذلك ، إلا ما كان منها لله عز وجل ، ولهذا قال تعالى { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْـئَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ } أي هو غني عنكم ، لا يطلب منكم شيئاً ، وإنما فرض عليكم الصدقات من الأموال مواساة لإخوانكم الفقراء ليعود نفع ذلك عليكم ، ويرجع ثوابه إليكم ، ثم قال جل جلاله { ؤإِن يَسْـئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ } أي يحرجكم تبخلوا { وَيُخْرِجْ أَضْغَـٰنَكُمْ } قال قتادة قد علم الله تعالى أن في إخراج الأموال إخراج الأضغان . وصدق قتادة فإن المال محبوب ، ولا يصرف إلا فيما هو أحب إلى الشخص منه . وقوله تعالى { هَآ أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } أي لا يجيب إلى ذلك { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } أي إنما نقص نفسه من الأجر ، وإنما يعود وبال ذلك عليه { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ } أي عن كل ما سواه ، وكل شيء فقير إليه دائماً ، ولهذا قال تعالى { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } أي بالذات إليه ، فوصفه بالغني وصف لازم له ، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم ، لا ينفكون عنه . وقوله تعالى { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } أي عن طاعته واتباع شرعه { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } أي ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره . وقال ابن أبي حاتم وابن جرير حدثنا يونس ين عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ } قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا ، استبدل بنا ، ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ، ثم قال " هذا وقومه ، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس " تفرد به مسلم بن خالد الزنجي ، ورواه عنه غير واحد ، وقد تكلم فيه بعض الأئمة رحمة الله عليهم ، والله أعلم . آخر تفسير سورة القتال ، ولله الحمد والمنة .