Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 11-14)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً رسوله صلى الله عليه وسلم بما يعتذر به المخلفون من الأعراب الذين اختاروا المقام في أهليهم ، وشغلهم ، وتركوا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا بشغلهم لذلك ، وسألوا أن يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قول منهم لا على سبيل الاعتقاد بل على وجه التقية والمصانعة ، ولهذا قال تعالى { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } أي لا يقدر أحد أن يرد ما أراده الله فيكم تعالى وتقدس ، وهو العليم بسرائركم ، وإن صانعتمونا ونافقتمونا ، ولهذا قال تعالى { بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } ثم قال تعالى { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً } أي لم يكن تخلفكم تخلف معذور ولا عاص بل تخلف نفاق { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً } أي اعتقدتم أنهم يقتلون ، وتستأصل شأفتهم ، وتستباد خضراؤهم ولا يرجع منهم مخبر { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } أي هلكى قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغير واحد ، وقال قتادة فاسدين ، وقيل هي لغة عمان . ثم قال تعالى { وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي من لم يخلص العمل في الظاهر والباطن لله ، فإن الله تعالى سيعذبه في السعير ، وإن أظهر للناس ما يعتقدون خلاف ما هو عليه في نفس الأمر . ثم بين تعالى أنه الحاكم المالك المتصرف في أهل السموات والأرض { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } أي لمن تاب إليه ، وأناب وخضع لديه .