Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 16-17)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف المفسرون في هؤلاء القوم الذين يدعون إليهم الذين هم أولو بأس شديد على أقوال أحدها أنهم هوازن ، رواه شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أو عكرمة أو جميعاً ، ورواه هشيم عن أبي بشر عنهما ، وبه يقول قتادة في رواية عنه الثاني ثقيف ، قاله الضحاك . الثالث بنو حنيفة ، قاله جويبر ، ورواه محمد بن إسحاق عن الزهري وروي مثله عن سعيد وعكرمة . الرابع هم أهل فارس ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وبه يقول عطاء ومجاهد وعكرمة في إحدى الروايات عنه . وقال كعب الأحبار هم الروم ، وعن ابن أبي ليلى وعطاء والحسن وقتادة وهم فارس والروم ، وعن مجاهد هم أهل الأوثان ، وعنه أيضاً هم رجال أولو بأس شديد ، ولم يعين فرقة ، وبه يقول ابن جريج ، وهو اختيار ابن جرير . وقال ابن أبي حاتم حدثنا الأشج ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق القواريري عن معمر عن الزهري في قوله تعالى { سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } قال لم يأت أولئك بعد . وحدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى { سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } قال هم البارزون . قال وحدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ، ذلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة " قال سفيان هم الترك ، قال ابن أبي عمر وجدت في مكان آخر حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال نزل علينا أبو هريرة رضي الله عنه ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر " قال هم البارزون يعني الأكراد ، وقوله تعالى { تُقَـٰتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } يعني شرع لكم جهادهم وقتالهم ، فلا يزال ذلك مستمراً عليهم ، ولكم النصرة عليهم أو يسلمون فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار . ثم قال عز وجل { فَإِن تُطِيعُواْ } أي تستجيبوا وتنفروا في الجهاد ، وتؤدوا الذي عليكم فيه { يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ } يعني زمن الحديبية حيث دعيتم فتخلفتم ، { يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } . ثم ذكر تعالى الأعذار في ترك الجهاد ، فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر ، وعارض كالمرض الذي يطرأ أياماً ثم يزول ، فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ . ثم قال تبارك وتعالى مرغباً في الجهاد وطاعة الله ورسوله { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ } أي ينكل عن الجهاد ويقبل على المعاش { يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } في الدنيا بالمذلة وفي الآخرة بالنار ، والله تعالى أعلم .