Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 4-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } أي جعل الطمأنينة ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما ، وعنه الرحمة . وقال قتادة الوقار في قلوب المؤمنين ، وهم الصحابة رضي الله عنهم ، يوم الحديبية الذين استجابوا لله ولرسوله ، وانقادوا لحكم الله ورسوله ، فلما اطمأنت قلوبهم بذلك واستقرت ، زادهم إيماناً مع إيمانهم ، وقد استدل بها البخاري وغيره من الأئمة على تفاضل الإيمان في القلوب ، ثم ذكر تعالى أنه لو شاء لا نتصر من الكافرين ، فقال سبحانه وتعالى { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي ولو أرسل عليهم ملكاً واحداً ، لأباد خضراءهم ، ولكنه تعالى شرع لعباده المؤمنين الجهاد والقتال ، لما له في ذلك من الحكمة البالغة والحجة القاطعة والبراهين الدامغة ، ولهذا قال جلت عظمته { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } . ثم قال عز وجل { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا } قد تقدم حديث أنس رضي الله عنه حين قالوا هنيئاً لك يا رسول الله ، هذا لك فما لنا ؟ فأنزل الله تعالى { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا } أي ما كثين فيها أبداً { وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَـٰتِهِمْ } أي خطاياهم وذنوبهم ، فلا يعاقبهم عليها ، بل يعفو ويصفح ويغفر ويستر ويرحم ويشكر { وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } كقوله جل وعلا { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } الآية آل عمران 185 . وقوله تعالى { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَـٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } أي يتهمون الله تعالى في حكمه ، ويظنون بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أن يقتلوا ويذهبوا بالكلية ، ولهذا قال تعالى { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ } أي أبعدهم من رحمته { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } ثم قال عز وجل مؤكداً لقدرته على الانتقام من الأعداء أعداء الإسلام ، ومن الكفرة والمنافقين { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } .