Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 27-31)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مبيناً وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم لصلبه في قول الجمهور ، وهما قابيل وهابيل كيف عدا أحدهما على الآخر فقتله بغياً عليه ، وحسداً له فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل ، ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة ، وخاب القاتل ، ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين ، فقال تعالى { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءْادَمَ بِٱلْحَقِّ } ، أي اقصص على هؤلاء البغاة الحسدة إخوان الخنازير والقردة من اليهود وأمثالهم وأشباههم خبر ابني آدم ، وهما هابيل وقابيل ، فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف . وقوله { بِٱلْحَقِّ } أي على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب ، ولا وهم ولا تبديل ، ولا زيادة ولا نقصان ، كقوله تعالى { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ } آل عمران 62 . وقوله تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ } الكهف 13 وقال { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ } ، وكان من خبرهما فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف ، أن الله تعالى شرع لآدم عليه السلام ، أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال ، ولكن قالوا كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى ، فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر ، وكانت أخت هابيل دميمة ، وأخت قابيل وضيئة ، فأراد أن يستأثر بها على أخيه ، فأبى آدم ذلك ، إلا أن يقربا قرباناً ، فمن تقبل منه ، فهي له ، فتقبّل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، فكان من أمرهما ما قصه الله في كتابه . ذكر أقوال المفسرين ههنا قال السدي فيما ذكر عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية ، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر ، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر ، حتى ولد له ابنان يقال لهما هابيل وقابيل ، وكان قابيل صاحب زرع ، وكان هابيل صاحب ضرع ، وكان قابيل أكبرهما ، وكان له أخت أحسن من أخت هابيل ، وأن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل ، فأبى عليه ، وقال هي أختي ، ولدت معي ، وهي أحسن من أختك ، وأنا أحق أن أتزوج بها ، فأمره أبوه أن يزوجها هابيل ، فأبى ، وأنهما قربا قرباناً إلى الله عز وجل أيهما أحق بالجارية ، وكان آدم عليه السلام قد غاب عنهما ، أتى مكة ينظر إليها ، قال الله عز وجل هل تعلم أن لي بيتاً في الأرض ؟ قال اللهم لا . قال إن لي بيتاً في مكة ، فأته ، فقال آدم للسماء احفظي ولدي بالأمانة ، فأبت ، وقال للأرض ، فأبت ، وقال للجبال ، فأبت ، فقال لقابيل ، فقال نعم ، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك ، فلما انطلق آدم ، قربا قرباناً ، وكان قابيل يفخر عليه ، فقال أنا أحق بها منك ، هي أختي ، وأنا أكبر منك ، وأنا وصي والدي ، فلما قربا ، قرب هابيل جذعة سمينة ، وقرب قابيل حزمة سنبل ، فوجد فيها سنبلة عظيمة ، ففركها وأكلها ، فنزلت النار ، فأكلت قربان هابيل ، وتركت قربان قابيل ، فغضب وقال لأقتلنك حتى لا تنكح أختي ، فقال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين ، رواه ابن جرير . وقال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريج ، أخبرني ابن خثيم قال أقبلت مع سعيد بن جبير ، فحدثني عن ابن عباس ، قال نهى أن تنكح المرأة أخاها توأمها ، وأمر أن ينكحها غيره من إخوتها ، وكان يولد له في كل بطن رجل وامرأة ، فبينما هم كذلك ، إذ ولد له امرأة وضيئة ، وولد له أخرى قبيحة دميمة ، فقال أخو الدميمة أنكحني أختك ، وأنكحك أختي ، فقال لا ، أنا أحق بأختي ، فقربا قرباناً ، فتقبل من صاحب الكبش ، ولم يتقبل من صاحب الزرع ، فقتله . إسناد جيد . وحدثنا أبي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس وقوله { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَـٰناً } فقربا قربانهما ، فجاء صاحب الغنم بكبش أعين أقرن أبيض ، وصاحب الحرث بصبرة من طعامه ، فقبل الله الكبش ، فخزنه في الجنة أربعين خريفاً ، وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام ، إسناد جيد . وقال ابن جرير حدثنا ابن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو ، قال إن ابني آدم اللذين قربا قرباناً ، فتقبل من أحدهما ، ولم يتقبل من الآخر ، كان أحدهما صاحب حرث ، والآخر صاحب غنم ، وإنهما أمرا أن يقربا قرباناً ، وإن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها ، طيبة بها نفسه ، وإن صاحب الحرث قرب أشر حرثه الكودن والزؤان ، غير طيبة بها نفسه ، وإن الله عز وجل ، تقبل قربان صاحب الغنم ، ولم يتقبل قربان صاحب الحرث ، وكان من قصتهما ما قص الله في كتابه ، قال وايم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين ، ولكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه . وقال إسماعيل بن رافع المدني القاص بلغني أن ابني آدم لما أمرا بالقربان ، كان أحدهما صاحب غنم ، وكان أنتج له حمل في غنمه ، فأحبه حتى كان يؤثره بالليل ، وكان يحمله على ظهره من حبه ، حتى لم يكن له مال أحب إليه منه ، فلما أمر بالقربان ، قربه لله عز وجل ، فقبله الله منه ، فما زال يرتع في الجنة حتى فدي به ابن إبراهيم عليه السلام ، رواه ابن جرير . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا الأنصاري ، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد ابن علي بن الحسين ، قال قال آدم عليه السلام لهابيل وقابيل إن ربي عهد إلي أنه كائن من ذريتي من يقرب القربان ، فقربا قرباناً حتى تقر عيني إذا تقبل قربانكما ، فقربا ، وكان هابيل صاحب غنم ، فقرب أكولة غنم خير ماله ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب مشاقة من زرعه ، فانطلق آدم معهما ، ومعهما قربانهما ، فصعدا الجبل ، فوضعا قربانهما ، ثم جلسوا ثلاثتهم آدم وهما ، ينظرون إلى القربان ، فبعث الله ناراً ، حتى إذا كانت فوقهما ، دنا منها عنق ، فاحتمل قربان هابيل ، وترك قربان قابيل ، فانصرفوا ، وعلم آدم أن قابيل مسخوط عليه ، فقال ويلك يا قابيل رد عليك قربانك ، فقال قابيل أحببته فصليت على قربانه ، ودعوت له فتقبل قربانه ، ورد علي قرباني ، فقال قابيل لهابيل لأقتلنك وأستريح منك ، دعا لك أبوك ، فصلى على قربانك ، فتقبل منك ، وكان يتواعده بالقتل إلى أن احتبس هابيل ذات عشية في غنمه ، فقال آدم يا قابيل أين أخوك ؟ قال وبعثتني له راعياً ؟ لا أدري ، فقال آدم ويلك يا قابيل انطلق فاطلب أخاك ، فقال قابيل في نفسه الليلة أقتله ، وأخذ معه حديدة ، فاستقبله وهو منقلب ، فقال يا هابيل تقبل قربانك ، ورد علي قرباني ، لأقتلنك ، فقال هابيل قربت أطيب مالي ، وقربت أنت أخبث مالك ، وإن الله لا يقبل إلا الطيب ، إنما يتقبل الله من المتقين ، فلما قالها ، غضب قابيل ، فرفع الحديدة ، وضربه بها ، فقال ويلك يا قابيل ، أين أنت من الله كيف يجزيك بعملك ؟ فقتله ، فطرحه في جوبة من الأرض ، وحثى عليه شيئاً من التراب . وروى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته توأمة هابيل ، وأمر هابيل أن ينكح أخته توأمة قابيل ، فسلم لذلك هابيل ورضي ، وأبى ذلك قابيل وكره تكرماً عن أخت هابيل ، ورغب بأخته عن هابيل ، وقال نحن من ولادة الجنة ، وهما من ولادة الأرض ، وأنا أحق بأختي ، ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأول كانت أخت قابيل من أحسن الناس ، فضن بها على أخيه ، وأرادها لنفسه ، والله أعلم أي ذلك كان ، فقال له أبوه يا بني ، إنها لا تحل لك ، فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه ، قال له أبوه يا بني قرّب قرباناً ، ويقرب أخوك هابيل قرباناً ، فأيكما تقبل قربانه ، فهو أحق بها ، وكان قابيل على بذر الأرض ، وكان هابيل على رعاية الماشية ، فقرب قابيل قمحاً ، وقرب هابيل أبكاراً من أبكار غنمه ، وبعضهم يقول قرب بقرة ، فأرسل الله ناراً بيضاء ، فأكلت قربان هابيل ، وتركت قربان قابيل ، وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله ، رواه ابن جرير . وروى العوفي عن ابن عباس قال من شأنهما أنه لم يكن مسكين يتصدق عليه ، وإنما كان القربان يقربه الرجل ، فبينا ابنا آدم قاعدان ، إذ قالا لو قربنا قرباناً ، وكان الرجل إذا قرب قرباناً ، فرضيه الله ، أرسل إليه ناراً فتأكله ، وإن لم يكن رضيه الله ، خبت النار ، فقربا قرباناً ، وكان أحدهما راعياً ، وكان الآخر حراثاً ، وإن صاحب الغنم قرب خير غنمه وأسمنها ، وقرب الآخر بعض زرعه ، فجاءت النار ، فنزلت بينهما ، فأكلت الشاة ، وتركت الزرع ، وإن ابن آدم قال لأخيه أتمشي في الناس ، وقد علموا أنك قربت قرباناً ، فتقبل منك ، ورد علي ؟ فلا والله لا ينظر الناس إليّ ، وأنت خير مني ، فقال لأقتلنك ، فقال له أخوه ما ذنبي ؟ إنما يتقبل الله من المتقين . رواه ابن جرير . فهذا الأثر يقتضي أن تقريب القربان كان لا عن سبب ، ولا عن تدارؤ في امرأة كما تقدم عن جماعة ممن تقدم ذكرهم ، وهو ظاهر القرآن { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَـٰناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } فالسياق يقتضي أنه إنما غضب عليه وحسده بقبول قربانه دونه ، ثم المشهور عند الجمهور أن الذي قرب الشاة هو هابيل ، وأن الذي قرب الطعام هو قابيل ، وأنه تقبل من هابيل شاته ، حتى قال ابن عباس وغيره إنها الكبش الذي فدي به الذبيح ، وهو مناسب ، والله أعلم ، ولم يتقبل من قابيل ، كذلك نص عليه غير واحد من السلف والخلف ، وهوالمشهور عن مجاهد أيضاً ، ولكن روى ابن جرير عنه أنه قال الذي قرب الزرع قابيل ، وهو المتقبل منه ، وهذا خلاف المشهور ، ولعله لم يحفظ عنه جيداً ، والله أعلم . ومعنى قوله { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } أي ممن اتقى الله في فعله ذلك ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن العلاء بن زيد ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني صفوان بن عمرو عن تميم ، يعني ابن مالك المقري ، قال سمعت أبا الدرداء يقول لأن أستيقن أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة ، أحب إليّ من الدنيا وما فيها ، إن الله يقول { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } . وحدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن عمران حدثنا إسحاق بن سليمان ، يعني الرازي ، عن المغيرة بن مسلم ، عن ميمون بن أبي حمزة ، قال كنت جالساً عند أبي وائل ، فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف ، من أصحاب معاذ ، فقال له شقيق بن سلمة يا أبا عفيف ، ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل ؟ قال بلى ، سمعته يقول يحبس الناس في بقيع واحد ، فينادي مناد أين المتقون ؟ فيقومون في كنف من الرحمن ، لا يحتجب الله منهم ولا يستتر . قلت من المتقون ؟ قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان ، وأخلصوا العبادة ، فيمرون إلى الجنة . وقوله { لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّىۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } يقول له أخوه الرجل الصالح الذي تقبل الله قربانه لتقواه ، حين توعده أخوه بالقتل على غير ما ذنب منه إليه { لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ } أي لا أقابلك على صنيعك الفاسد بمثله ، فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة ، { إِنِّىۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي من أن أصنع كما تريد أن تصنع ، بل أصبر وأحتسب . قال عبد الله بن عمرو وايم الله إن كان لأشد الرجلين ، ولكن منعه التحرج ، يعني الورع ، ولهذا ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا تواجه المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار " قالوا يا رسول الله ، هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " وقال الإمام أحمد حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث بن سعد ، عن عياش بن عباس ، عن بكير بن عبد الله ، عن بُسْر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنها ستكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي " قال أفرأيت إن دخل عليّ بيتي ، فبسط يده إليّ ليقتلني ؟ فقال " كن كابن آدم " وكذا رواه الترمذي عن قتيبة بن سعيد ، وقال هذا حديث حسن . وفي الباب عن أبي هريرة وخباب بن الأرت وأبي بكر وابن مسعود وأبي واقد وأبي موسى وخرشة . ورواه بعضهم عن الليث بن سعد ، وزاد في الإسناد رجلاً ، قال الحافظ ابن عساكر الرجل هو حسين الأشجعي ، قلت وقد رواه أبو داود من طريقه ، فقال حدثنا يزيد بن خالد الرملي ، حدثنا الفضل عن عياش بن عباس ، عن بكير ، عن بُسْر بن سعيد ، عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلمفي هذا الحديث قال فقلت يارسول الله ، أرأيت إن دخل بيتي ، وبسط يده ليقتلني ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كن كابن آدم " وتلا { لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّىۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } . قال أيوب السختياني إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة { لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّىۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } لَعثمانُ بنُ عفان رضي الله عنه ، رواه ابن أبي حاتم . وقال الإمام أحمد حدثنا مرحوم ، حدثني أبوعمران الجوني عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال ركب النبي صلى الله عليه وسلم حماراً أردفني خلفه ، وقال " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد ، لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك ، كيف تصنع ؟ " قال قلت الله ورسوله أعلم ، قال " تعفف " ، قال " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد ، يكون البيت فيه بالعبد يعني القبر ، كيف تصنع ؟ " قلت الله ورسوله أعلم ، قال " اصبر " قال " يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضاً ، يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء ، كيف تصنع ؟ " قال الله ورسوله أعلم ، قال " اقعد في بيتك ، وأغلق عليك بابك " قال فإن لم أترك ؟ قال " فأت من أنت منهم ، فكن منهم " قال فآخذ سلاحي ؟ قال " فإذاً تشاركهم فيماهم فيه ، ولكن إذا خشيت أن يردعك شعاع السيف ، فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك " ، ورواه مسلم وأهل السنن سوى النسائي ، من طرق عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت به ، ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق حماد بن زيد عن أبي عمران ، عن المشعث بن طريف ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر بنحوه ، قال أبو داود ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد ابن زيد ، وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، حدثنا أحمد بن حازم ، حدثنا قبيصة بن عقبة ، حدثنا سفيان عن منصور ، عن ربعي ، قال كنا في جنازة حذيفة ، فسمعت رجلاً يقول سمعت هذا يقول في ناس مما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " لئن اقتتلتم ، لأنظرن إلى أقصى بيت في داري ، فلألجنه ، فلئن دخل علي فلان ، لأقولن ها ، بؤ بإثمي وإثمك ، فأكون كخير ابني آدم " وقوله { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي في قوله { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ } أي بإثم قتلي ، وإثمك الذي عليك قبل ذلك ، قاله ابن جرير . وقال آخرون يعني بذلك إني أريد أن تبوء بخطيئتي ، فتتحمل وزرها ، وإثمك في قتلك إياي ، وهذا قول وجدته عن مجاهد ، وأخشى أن يكون غلطاً لأن الصحيح من الرواية عنه خلافه ، يعني ما رواه سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى } قال بقتلك إياي ، { وَإِثْمِكَ } قال بما كان منك قبل ذلك ، وكذا رواه عيسى عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بمثله ، وروى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ } يقول إني أريد أن يكون عليك خطيئتي ودمي ، فتبوء بهما جميعاً . قلت وقد يتوهم كثير من الناس هذا القول ، ويذكرون في ذلك حديثاً لا أصل له " ما ترك القاتل على المقتول من ذنب " وقد روى الحافظ أبو بكر البزار حديثاً يشبه هذا ، ولكن ليس به ، فقال حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، حدثنا يعقوب بن عبد الله ، حدثنا عتبة بن سعيد عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه " وهذا بهذا لا يصح ، ولو صح ، فمعناه أن الله يكفر عن المقتول بألم القتل ذنوبه ، فأما أن تحمل على القاتل ، فلا ، ولكن قد يتفق هذا في بعض الأشخاص ، وهو الغالب ، فإن المقتول يطالب القاتل في العرصات ، فيؤخذ له من حسناته بقدر مظلمته ، فإن نفدت ، ولم يستوف حقه ، أخذ من سيئات المقتول ، فطرحت على القاتل ، فربما لا يبقى على المقتول خطيئة إلا وضعت على القاتل ، وقد صح الحديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم كلها ، والقتل من أعظمها وأشدها ، والله أعلم . وأما ابن جرير فقال والصواب من القول في ذلك أن يقال إن تأويله إني أريد أن تنصرف بخطيئتك في قتلك إياي ، وذلك هو معنى قوله { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى } وأما معنى { وَإِثْمِكَ } ، فهو إثمه ، يعني قتله ، وذلك معصيته الله عز وجل في أعمال سواه ، وإنما قلنا ذلك هو الصواب لإجماع أهل التأويل عليه ، وأن الله عز وجل أخبرنا أن كل عامل فجزاء عمله له ، أو عليه ، وإذا كان هذا حكمه في خلقه ، فغير جائز أن تكون آثام المقتول مأخوذاً بها القاتل ، وإنما يؤخذ القاتل بإثمه بالقتل المحرم ، وسائر آثام معاصيه التي ارتكبها بنفسه دون ما ركبه قتيله ، هذا لفظه ، ثم أورد على هذا سؤالاً حاصله كيف أراد هابيل أن يكون على أخيه قابيل إثم قتله ، وإثم نفسه ، مع أن قتله له محرم ؟ وأجاب بما حاصله أن هابيل أخبر عن نفسه بأنه لا يقاتل أخاه إن قاتله ، بل يكف عنه يده طالباً إن وقع قتل أن يكون من أخيه لا منه ، قلت وهذا الكلام متضمن موعظة له لو اتعظ ، وزجراً له لو انزجر ، ولهذا قال { إِنِّىۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ } أي تتحمل إثمي وإثمك ، { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } وقال ابن عباس خوفه بالنار ، فلم ينته ، ولم ينزجر . وقوله تعالى { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } أي فحسنت وسولت له نفسه ، وشجعته على قتل أخيه ، فقتله ، أي بعد هذه الموعظة ، وهذا الزجر ، وقد تقدم في الرواية عن أبي جعفر الباقر ، وهو محمد بن علي بن الحسين أنه قتله بحديدة في يده ، وقال السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة عن عبد الله ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فطوعت له نفسه قتل أخيه ، فطلبه ليقتله ، فراغ الغلام منه في رؤوس الجبال ، فأتاه يوماً من الأيام وهو يرعى غنماً له ، وهو نائم ، فرفع صخرة ، فشدخ بها رأسه ، فمات فتركه بالعراء ، رواه ابن جرير . وعن بعض أهل الكتاب أنه قتله خنقاً وعضاً كما تقتل السباع . وقال ابن جرير لما أراد أن يقتله ، جعل يلوي عنقه ، فأخذ إبليس دابة ، ووضع رأسها على حجر ، ثم أخذ حجراً آخر ، فضرب به رأسها حتى قتلها ، وابن آدم ينظر ، ففعل بأخيه مثل ذلك ، رواه ابن أبي حاتم . وقال عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال أخذ برأسه ليقتله ، فاضطجع له ، وجعل يغمز رأسه وعظامه ، ولا يدري كيف يقتله ، فجاءه إبليس ، فقال أتريد أن تقتله ؟ قال نعم . قال فخذ هذه الصخرة ، فاطرحها على رأسه ، قال فأخذها ، فألقاها عليه ، فشدخ رأسه ، ثم جاء إبليس إلى حواء مسرعاً ، فقال يا حواء إن قابيل قتل هابيل ، فقالت له ويحك وأي شيء يكون القتل ؟ قال لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك ، قالت ذلك الموت ، قال فهو الموت ، فجعلت تصيح حتى دخل عليها آدم وهي تصيح ، فقال مالك ؟ فلم تكلمه ، فرجع إليها مرتين ، فلم تكلمه ، فقال عليك الصيحة وعلى بناتك ، وأنا وبنيّ منها برآء ، رواه ابن أبي حاتم . وقوله { فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } أي في الدنيا والآخرة ، وأي خسارة أعظم من هذه ؟ وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية ووكيع قالا حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقتل نفس ظلماً ، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل " وقد أخرجه الجماعة سوى أبي داود من طرق عن الأعمش به ، وقال ابن جرير حدثنا القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثني حجاج قال قال ابن جريج قال مجاهد علقت إحدى رجلي القاتل بساقها إلى فخذها من يومئذ ووجهه في الشمس حيثما دارت دار ، عليه في الصيف حظيرة من نار ، وعليه في الشتاء حظيرة من ثلج . قال وقال عبد الله بن عمرو إنا لنجد ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار قسمة صحيحة ، العذاب عليه شطر عذابهم . وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم أنه حدث عن عبد الله بن عمرو أنه كان يقول إن أشقى الناس رجلاً لابنُ آدم الذي قتل أخاه ، ما سفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة ، إلا لحق به منه شر ، وذلك أنه أول من سن القتل . وقال إبراهيم النخعي ما من مقتول يقتل ظلماً ، إلا كان على ابن آدم الأول والشيطان كفل منه . ورواه ابن جرير أيضاً . وقوله تعالى { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِى ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَـٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ } قال السدي بإسناده المتقدم إلى الصحابة رضي الله عنهم لما مات الغلام ، تركه بالعراء ، ولا يعلم كيف يدفن ، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا ، فقتل أحدهما صاحبه ، فحفر له ، ثم حثى عليه ، فلما رآه قال { يَـٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى } . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال جاء غراب إلى غراب ميت ، فحثى عليه من التراب حتى واراه ، فقال الذي قتل أخاه { يَـٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى } . وقال الضحاك ، عن ابن عباس مكث يحمل أخاه في جراب على عاتقه سنة ، حتى بعث الله الغرابين ، فرآهما يبحثان ، فقال { أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ } فدفن أخاه . وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد كان يحمله على عاتقه مائة سنة ميتاً ، لا يدري ما يصنع به ، يحمله ويضعه إلى الأرض ، حتى رأى الغراب يدفن الغراب ، فقال { يَـٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ } رواه ابن جرير وابن أبي حاتم . وقال عطية العوفي لما قتله ، ندم ، فضمه إليه حتى أروح ، وعكفت عليه الطيور والسباع تنتظر متى يرمي به فتأكله ، رواه ابن جرير . وروى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول لما قتله سقط في يده ، أي لم يدر كيف يواريه ، وذلك أنه كان فيما يزعمون أول قتيل في بني آدم ، وأول ميت ، { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِى ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَـٰوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ } . قال وزعم أهل التوراة أن قابيل لما قتل أخاه هابيل ، قال له الله عز وجل يا قابيل أين أخوك هابيل ؟ قال ما أدري ، ما كنت عليه رقيباً ، فقال الله إن صوت دم أخيك ليناديني من الأرض الآن ، أنت ملعون في الأرض التي فتحت فاها فتلقت دم أخيك من يدك ، فإن أنت عملت في الأرض ، فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فزعاً تائهاً في الأرض . وقوله { فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ } قال الحسن البصري علاه الله بندامة بعد خسران . فهذه أقوال المفسرين في هذه القصة ، وكلهم متفقون على أن هذين ابنا آدم لصلبه ، كما هو ظاهر القرآن ، وكما نطق به الحديث في قوله " إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل " وهذا ظاهر جلي ، ولكن قال ابن جرير حدثنا ابن وكيع ، حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو ، عن الحسن ، هو البصري ، قال كان الرجلان اللذان في القرآن اللذان قال الله { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءْادَمَ بِٱلْحَقِّ } من بني إسرائيل ، ولم يكونا ابني آدم لصلبه ، وإنما كان القربان من بني إسرائيل ، وكان آدم أول من مات ، وهذا غريب جداً ، وفي إسناده نظر ، وقد قال عبد الرزاق ، عن معمر عن الحسن ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ابني آدم عليه السلام ضربا لهذه الأمة مثلاً ، فخذوا بالخير منهما " ورواه ابن المبارك ، عن عاصم الأحول ، عن الحسن ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلاً ، فخذوا من خيرهم ، ودعوا شرهم " ، وكذا أرسل هذا الحديث بكير بن عبد الله المزني ، روى ذلك كله ابن جرير . وقال سالم بن أبي الجعد لما قتل ابن آدم أخاه ، مكث آدم مائة سنة حزيناً لا يضحك ، ثم أتي فقيل له حياك الله وبياك ، أي أضحكك ، رواه ابن جرير ، ثم قال حدثنا ابن حميد ، حدثنا سلمة عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي إسحاق الهمداني قال قال علي بن أبي طالب لما قتل ابن آدم أخاه ، بكاه آدم فقال @ تَغَيَّرَتِ البلادُ ومَنْ عَلَيْها فَلَوْنُ الأَرْضِ مُغْبرٌّ قَبيحُ تَغَيَّرَ كُلُّ ذي لَوْنٍ وطَعْمٍ وقَلَّ بَشاشَةُ الوَجْهِ المليحِ @@ فأجيب آدم عليه الصلاة والسلام @ أبا هابيلَ قَدْ قُتِلا جَميعاً وصارَ الحَيُّ كالمَيْتِ الذبيحِ وجاءَ بشرّة قد كانَ منِها على خَوْفٍ فجاءَ بها يَصيحُ @@ والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة كما ذكره مجاهد وابن جبير أنه علقت ساقه بفخذه إلى يوم القيامة ، وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلاً به ، وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا ، مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة ، من البغي وقطيعة الرحم " وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .