Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-4)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الشعبي وغيره الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق ، رواه ابن أبي حاتم واختلف المفسرون في معنى قوله { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } فقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني . بالنجم الثريا إذا سقط مع الفجر ، وكذا روي عن ابن عباس وسفيان الثوري ، واختاره ابن جرير ، وزعم السدي أنها الزهرة ، وقال الضحاك { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } إذا رمى به الشياطين ، وهذا القول له اتجاه . وروى الأعمش عن مجاهد في قوله تعالى { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } يعني القرآن إذا نزل ، وهذه الآية كقوله تعالى { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ فِى كِتَـٰبٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } الواقعة 75 ــــ 80 وقوله تعالى { مَا ضَلَّ صَـٰحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال ، وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم ، والغاوي هو العالم بالحق ، العادل عنه قصداً إلى غيره ، فنزه الله رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود ، وهي علم الشيء وكتمانه ، والعمل بخلافه ، بل هو ، صلاة الله وسلامه عليه ، وما بعثه به من الشرع العظيم ، في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد ، ولهذا قال تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي ما يقول قولاً عن هوى وغرض { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } أي إنما يقول ما أمر به يبلغه إلى الناس كاملاً موفوراً ، من غير زيادة ولا نقصان كما رواه الإمام أحمد حدثنا يزيد ، حدثنا جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليدخلنَّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ــــ أو مثل أحد الحيين ــــ ربيعة ومضر " فقال رجل يا رسول الله أو ما ربيعة من مضر ؟ قال " إنما أقول ما أقول " وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس ، أخبرنا الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش ، فقالوا إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " اكتب ، فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق " ورواه أبو داود عن مسدد وأبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان به . وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن منصور ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث عن ابن عجلان عن زيد ابن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أخبرتكم أنه من عند الله ، فهو الذي لا شك فيه " ثم قال لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد . وقال الإمام أحمد حدثنا يونس ، حدثنا ليث عن محمد بن سعيد ابن أبي سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا أقول إلا حقاً " قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله ؟ قال " إني لا أقول إلا حقاً " .