Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 27-30)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى منكراً على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى ، وجعلهم لها أنها بنات الله ، تعالى الله عن ذلك كما قال تعالى { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـٰثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَـٰدَتُهُمْ وَيُسْـئَلُونَ } الزخرف 19 ولهذا قال تعالى { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي ليس لهم علم صحيح يُصَدِّق ما قالوه ، بل هو كذب وزور ، وافتراء وكفر شنيع . { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } أي لا يجدي شيئاً ، ولا يقوم أبداً مقام الحق ، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " وقوله تعالى { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا } أي أعرض عن الذي أعرض عن الحق ، واهجره . وقوله { وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } أي وإنما أكثر همه ومبلغ علمه الدنيا ، فذاك هو غاية ما لا خير فيه ، ولهذا قال تعالى { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } أي طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه . وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " وفي الدعاء المأثور " اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا " وقوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ } أي هو الخالق لجميع المخلوقات ، والعالم بمصالح عباده ، وهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته ، وهو العادل الذي لا يجور أبداً ، لا في شرعه ، ولا في قدره .