Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 41-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن فرعون وقومه أنهم جاءهم رسول الله موسى وأخوه هارون بالبشارة إن آمنوا ، والنذارة إن كفروا ، وأيدهما بمعجزات عظيمة ، وآيات متعددة ، فكذبوا بها كلها ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، أي فأبادهم الله ، ولم يبق منهم مخبر ، ولا عين ولا أثر ، ثم قال تعالى { أَكُفَّـٰرُكُمْ } ؟ أي أيها المشركون من كفار قريش { خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَـٰئِكُمْ } يعني من الذين تقدم ذكرهم ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل ، وكفرهم بالكتب ، أأنتم خير من أولئكم ؟ { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِى ٱلزُّبُرِ } أي أم معكم من الله براءة أن لا ينالكم عذاب ولا نكال ؟ ثم قال تعالى مخبراً عنهم { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } أي يعتقدون أنهم يتناصرون بعضهم بعضاً ، وأن جميعهم يغني عنهم من أرادهم بسوء . قال الله تعالى { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } أي سيتفرق شملهم ويغلبون . قال البخاري حدثنا إسحاق ، حدثنا خالد عن خالد ، وقال أيضاً حدثنا محمد ، حدثنا عفان بن مسلم عن وهيب عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر " أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم في الأرض أبداً " فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده وقال حسبك يا رسول الله ، ألححت على ربك ، فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع من حديث خالد ، وهو ابن مهران الحذاء ، به . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة قال لما نزلت { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } قال عمر أي جمع يهزم ؟ أي جمع يغلب ؟ قال عمر فلما كان يوم بدر ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يثب في الدرع وهو يقول " سيهزم الجمع ويولون الدبر " فعرفت تأويلها يومئذ . وقال البخاري حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم ، أخبرني يوسف بن ماهك قال إني عند عائشة أم المؤمنين ، فقالت نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة ، وإني لجارية ألعب { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } هكذا رواه ههنا مختصراً ، ورواه في فضائل القرآن مطولاً ، ولم يخرجه مسلم .