Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عمن شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه { كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي أهينوا ولعنوا وأخزوا كما فعل بمن أشبههم ممن قبلهم { وَقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَـٰتٍ بَيِّنَـٰتٍ } أي واضحات ، لا يعاندها ولا يخالفها إلا كافر فاجر مكابر { وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي في مقابلة ما استكبروا عن اتباع شرع الله والانقياد له والخضوع لديه . ثم قال تعالى { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } وذلك يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } أي فيخبرهم بالذي صنعوا من خير وشر { أَحْصَـٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } أي ضبطه الله ، وحفظه عليهم ، وهم قد نسوا ما كانوا عملوا { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ } أي لا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى ، ولا ينسى شيئاً . ثم قال تعالى مخبراً عن إحاطة علمه بخلقه ، واطلاعه عليهم وسماعه كلامهم ، ورؤيته مكانهم حيث كانوا ، وأين كانوا ، فقال تعالى { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ } أي من سر ثلاثة { إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ } أي مطلع عليهم ، يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ، ورسله أيضاً مع ذلك تكتب ما يتناجون به ، مع علم الله به وسمعه له كما قال تعالى { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ } التوبة 78 وقال تعالى { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَٰهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } الزخرف 80 ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى ، ولا شك في إرادة ذلك ، ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم محيط بهم ، وبصره نافذ فيهم ، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه ، لا يغيب عنه من أمورهم شيء . ثم قال تعالى { ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } وقال الإمام أحمد افتتح الآية بالعلم ، واختتمها بالعلم .