Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 138-138)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الحجر الحرام مما حرموا من الوصيلة وتحريم ما حرموا ، وكذلك قال مجاهد والضحاك والسدي وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما . وقال قتادة { وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَـٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } تحريم كان عليهم من الشياطين في أموالهم ، وتغليظ وتشديد ، ولم يكن من الله تعالى ، وقال ابن زيد بن أسلم { حِجْرٌ } إنما احتجروها لآلهتهم ، وقال السدي { لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ } يقولون حرام أن يطعم إلا من شئنا . وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } يونس 59 وكقوله تعالى { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } المائدة 103 وقال السدي أما الأنعام التي حرمت ظهورها ، فهي البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وأما الأنعام التي لا يذكرون اسم الله عليها ، لا إذا ولدوها ، ولا إن نحروها . وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال لي أبو وائل أتدري ما في قوله { وَأَنْعَـٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَـٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا } ؟ قلت لا ، قال هي البحيرة ، كانوا لا يحجون عليها . وقال مجاهد كان من إبلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها ، ولا في شيء من شأنها ، لا إن ركبوا ، ولا إن حلبوا ، ولا إن حملوا ، ولا إن نتجوا ، ولا إن عملوا شيئاً { ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ } أي على الله ، وكذباً منهم في إسنادهم ذلك إلى دين الله وشرعه فإنه لم يأذن لهم في ذلك ، ولا رضيه منهم { سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي عليه ، ويسندون إليه .