Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه الآية الكريمة مفصلة لما أجمل في الآية الأخرى ، وهي قوله { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } وقد وردت الأحاديث مطابقة لهذه الآية كما قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله حدثنا عفان ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا الجعد أبو عثمان ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى " إن ربكم عز وجل رحيم ، من هم بحسنة فلم يعملها ، كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة . ومن هم بسيئة فلم يعملها ، كتبت له حسنة ، فإن عملها ، كتبت له واحدة ، أو يمحوها الله عز وجل ، ولا يهلك على الله إلا هالك " ورواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث الجعد أبي عثمان به . وقال أحمد أيضاً حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز جل من عمل حسنة ، فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن عمل سيئة ، فجزاؤها مثلها أو أغفر ، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ، ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً ، جعلت له مثلها مغفرة ، ومن اقترب إلي شبراً ، اقتربت إليه ذراعاً ، ومن اقترب إلي ذراعاً ، اقتربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة " ورواه مسلم عن أبي كريب عن أبي معاوية به ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن الأعمش به ، ورواه ابن ماجه عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع به ، وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا شيبان حدثنا حماد ، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من هم بحسنة فلم يعملها ، كتبت له حسنة ، فإن عملها ، كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها ، لم يكتب عليه شيء ، فإن عملها ، كتبت عليه سيئة واحدة " واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام تارة يتركها لله ، فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى ، وهذا عمل ونية ، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح " فإنما تركها من جرائي " أي من أجلي ، وتارة يتركها نسياناً وذهولاً عنها ، فهذا لا له ولا عليه لأنه لم ينو خيراً ، ولا فعل شراً ، وتارة يتركها عجزاً وكسلاً عنها بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها ، فهذا بمنزلة فاعلها كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار " قالوا يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " وقال الإمام أبو يعلى الموصلي حدثنا مجاهد بن موسى ، حدثنا علي ، وحدثنا الحسن بن الصباح وابن خيثمة ، قالا حدثنا إسحاق بن سليمان ، كلاهما عن موسى بن عبيدة ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس ، عن جده أنس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من هم بحسنة ، كتب الله له حسنة ، فإن عملها ، كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة ، لم تكتب عليه حتى يعملها ، فإن عملها ، كتبت عليه سيئة ، فإن تركها ، كتبت له حسنة ، يقول الله تعالى إنما تركها من مخافتي " ، هذا لفظ حديث مجاهد ، يعني ابن موسى ، وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه فلان بن عميلة ، عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الناس أربعة ، والأعمال ستة ، فالناس موسع له في الدنيا والآخرة ، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ، ومقتور عليه في الدنيا موسع له في الآخرة ، وشقي في الدنيا والآخرة ، والأعمال موجبتان ، ومثل بمثل ، وعشرة أضعاف ، وسبعمائة ضعف ، فالموجبتان ، من مات مسلماً مؤمناً لا يشرك بالله شيئاً وجبت له الجنة ، ومن مات كافراً وجبت له النار ، ومن هم بحسنة فلم يعملها ، فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه ، وحرص عليها ، كتبت له حسنة ، ومن هم بسيئة ، لم تكتب عليه ، ومن عملها ، كتبت واحدة ، ولم تضاعف عليه ، ومن عمل حسنة ، كانت عليه بعشر أمثالها ، ومن أنفق نفقة في سبيل الله عز وجل ، كانت بسبعمائة ضعف " ورواه الترمذي والنسائي من حديث الركين بن الربيع عن أبيه عن بشير بن عميلة عن خريم بن فاتك به ببعضه ، والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا حبيب بن المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها بلغو ، فهو حظه منها ، ورجل حضرها بدعاء ، فهو رجل دعا الله ، فإن شاء أعطاه ، وإن شاء منعه ، ورجل حضرها بإنصات وسكون ، ولم يتخط رقبة مسلم ، ولم يؤذ أحداً ، فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام " ، وذلك لأن الله عز وجل يقول { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن مرثد ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله تعالى قال { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } " وعن أبي ذر رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام ثلاثة أيام من كل شهر ، فقد صام الدهر كله " رواه الإمام أحمد ، وهذا لفظه ، والنسائي وابن ماجه والترمذي ، وزاد " فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } اليوم بعشرة أيام " ثم قال هذا حديث حسن . وقال ابن مسعود { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } من جاء بلا إله إلا الله ، { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } ، يقول بالشرك ، وهكذا جاء عن جماعة من السلف رضي الله عنهم أجمعين ، وقد ورد فيه حديث مرفوع الله أعلم بصحته ، لكني لم أروه من وجه يثبت ، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جداً وفيما ذكر كفاية إن شاء الله ، وبه الثقة .