Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 10-13)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقدم في حديث عبد الله بن سلام أن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ليفعلوه ، فأنزل الله تعالى هذه السورة ، ومن جملتها هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } ؟ ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور ، التي هي محصلة للمقصود ، ومزيلة للمحذور ، فقال تعالى { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي من تجارة الدنيا ، والكد لها ، والتصدي لها وحدها . ثم قال تعالى { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه ، غفرت لكم الزلات ، وأدخلتكم الجنات ، والمساكن الطيبات ، والدرجات العاليات ، ولهذا قال تعالى { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } . ثم قال تعالى { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } أي وأزيدكم على ذلك زيادة تحبونها ، وهي { نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي إذا قاتلتم في سبيله ، ونصرتم دينه ، تكفل الله بنصركم ، قال الله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد 7 وقال تعالى { وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } الحج 40 وقوله تعالى { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي عاجل ، فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة لمن أطاع الله ورسوله ، ونصر الله ودينه ، ولهذا قال تعالى { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } .