Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعاتب تبارك وتعالى على ما كان وقع من الانصراف عن الخطبة ، يوم الجمعة ، إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذ ، فقال تعالى { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً } أي على المنبر تخطب ، هكذا ذكره غير واحد من التابعين ، منهم أبو العالية والحسن وزيد بن أسلم وقتادة . وزعم مقاتل ابن حيان أن التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم ، وكان معها طبل ، فانصرفوا إليها ، وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً على المنبر ، إلا القليل منهم ، وقد صح بذلك الخبر ، فقال الإمام أحمد حدثنا ابن إدريس ، عن حُصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر قال قدمت عير مرة المدينة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فخرج الناس ، وبقي اثنا عشر رجلاً ، فنزلت { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا } أخرجاه في الصحيحين من حديث سالم ، به . وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا هشيم عن حصين عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ، فقدمت عير إلى المدينة ، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد ، لسال بكم الوادي ناراً " ونزلت هذه الآية { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً } وقال كان في الاثني عشر الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما . وفي قوله تعالى { وَتَرَكُوكَ قَآئِماً } دليل على أن الإمام يخطب يوم الجمعة قائماً . وقد روى مسلم في صحيحه عن جابر ابن سمرة قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما ، يقرأ القرآن ويذكر الناس . ولكن ههنا شيء ينبغي أن يعلم ، وهو أن هذه القصة قد قيل إنها كانت لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الصلاة يوم الجمعة على الخطبة ، كما رواه أبو داود في كتاب " المراسيل " حدثنا محمود بن خالد عن الوليد ، أخبرني أبو معاذ بن معروف أنه سمع مقاتل بن حيان يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين ، حتى إذا كان يوم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، وقد صلى الجمعة ، فدخل رجل فقال إن دحية بن خليفة قد قدم بتجارة ، يعني فانفضوا ، ولم يبق معه إلا نفر يسير . وقوله تعالى { قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ } أي الذي عند الله من الثواب في الدار الآخرة { خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَـٰرَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَٰزِقِينَ } أي لمن توكل عليه ، وطلب الرزق في وقته .