Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 6-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { وَ } أعتدنا { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي بئس المآل والمنقلب { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا } قال ابن جرير يعني الصياح { وَهِىَ تَفُورُ } قال الثوري تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير . وقوله تعالى { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } أي تكاد ينفصل بعضها من بعض من شدة غيظها عليهم ، وحنقها بهم { كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ كَبِيرٍ } يذكر تعالى عدله في خلقه ، وأنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه ، وإرسال الرسول إليه كما قال تعالى { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } الإسراء 15 وقال تعالى { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَـٰتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } الزمر 71 وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة ، وندموا حيث لا تنفعهم الندامة ، فقالوا { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِىۤ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } أي لو كانت لنا عقول ننتفع بها ، أو نسمع ما أنزله الله من الحق ، لما كنّا على ما كنّا عليه من الكفر بالله والاغترار به ، ولكن لم يكن لنا فهمٌ نعي به ما جاءت به الرسل ، ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم . قال الله تعالى { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة . عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري الطائي قال أخبرني من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم " وفي حديث آخر " لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة " .