Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 34-41)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية ، وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله عز وجل ، وخالفوا أمره ، بيّن أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الآخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ، ولا ينقضي نعيمها . ثم قال تعالى { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } ؟ أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ، ولهذا قال { مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ؟ أي كيف تظنون ذلك ؟ ثم قال تعالى { أَمْ لَكُمْ كِتَـٰبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } يقول تعالى أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه ، وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف ، متضمن حكماً مؤكداً كما تدعونه ؟ { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمَـٰنٌ عَلَيْنَا بَـٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } أي أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ؟ { إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } أي إنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ } أي قل لهم من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟ قال ابن عباس يقول أيهم بذلك كفيل ؟ { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } ؟ أي من الأصنام والأنداد ، { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } .