Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 25-37)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم ، { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } قال الضحاك يعني موتة لاحياة بعدها ، وكذا قال محمد بن كعب والربيع والسدي ، وقال قتادة تمنى الموت ، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ } أي لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه ، بل خلص الأمر إلي وحدي ، فلا معين لي ولا مجير ، فعندها يقول الله عز وجل { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } أي يأمر الزبانية أن تأخذه عنفاً من المحشر ، فتغله ، أي تضع الأغلال في عنقه ، ثم تورده إلى جهنم ، فتصليه إياها ، أي تغمره فيها . قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو قال إذا قال الله تعالى خذوه ، ابتدره سبعون ألف ملك ، إن الملك منهم ليقول هكذا ، فيلقى سبعين ألفاً في النار . وروى ابن أبي الدنيا في الأهوال أنه يبتدره أربعمئة ألف ، ولا يبقى شيء إلا دقه ، فيقول ما لي ولك ؟ فيقول إن الرب عليك غضبان ، فكل شيء غضبان عليك . وقال الفضيل بن عياض إذا قال الرب عزّ وجلّ خذوه فغلوه ، ابتدره سبعون ألف ملك ، أيهم يجعل الغل في عنقه { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } أي اغمروه فيها . وقوله تعالى { ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ } قال كعب الأحبار كل حلقة منها قدر حديد الدنيا . وقال العوفي عن ابن عباس وابن جريج بذراع الملك . وقال ابن جريج قال ابن عباس { فَاْسْلُكُوهُ } تدخل في أسته ، ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى . وقال العوفي عن ابن عباس يسلك في دبره حتى يخرج من منخريه حتى لا يقوم على رجليه . وقال الإمام أحمد حدثنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن رضاضة مثل هذه ــــ وأشار إلى جمجمة ــــ أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمئة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة ، لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار قبل أن تبلغ قعرها ، أو أصلها " وأخرجه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك به ، وقال هذا حديث حسن . وقوله تعالى { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } أي لا يقوم بحق الله عليه من طاعته وعبادته ، ولا ينفع خلقه ويؤدي حقهم ، فإن لله على العباد أن يوحدوه ، ولا يشركوا به شيئاً ، وللعباد بعضهم على بعض حق الإحسان والمعاونة على البر والتقوى ، ولهذا أمر الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول " الصلاة وما ملكت أيمانكم " وقوله تعالى { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَـٰهُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَـٰطِئُونَ } أي ليس له اليوم من ينقذه من عذاب الله تعالى ، لا حميم وهو القريب ، ولا شفيع يطاع ، ولا طعام له ههنا إلا من غسلين ، قال قتادة هو شر طعام أهل النار . وقال الربيع والضحاك هو شجرة في جهنم ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا أبو سعيد المؤدب عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال ما أدري ما الغسلين ، ولكني أظنه الزقوم . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين الدم والماء يسيل من لحومهم . وقال علي بن أبي طلحة عنه الغسلين صديد أهل النار .