Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 22-23)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، قال كان آدم رجلاً طوالاً ، كأنه نخلة سحوق ، كثير شعر الرأس ، فلما وقع فيما وقع به من الخطيئة ، بدت له عورته عند ذلك ، وكان لا يراها ، فانطلق هارباً في الجنة ، فتعلقت برأسه شجرة من شجر الجنة ، فقال لها أرسليني . فقالت إني غير مرسلتك ، فناداه ربه عز وجل يا آدم أمِنِّي تفر ؟ قال يا رب إني استحييتك ، وقد رواه ابن جرير وابن مردويه من طرق ، عن الحسن عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً ، والموقوف أصح إسناداً . وقال عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة وابن المبارك ، عن الحسن بن عمارة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة ، فلما أكلا منها ، بدت لهما سوآتهما ، وكان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما ، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ورق التين ، يلزقان بعضه إلى بعض ، فانطلق آدم عليه السلام مولياً في الجنة ، فعلقت برأسه شجرة من الجنة ، فناداه الله يا آدم أمني تفر ؟ قال لا ، ولكني استحييتك يا رب قال أما كان لك فيما منحتك من الجنة وأبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك ؟ قال بلى يا رب ولكن وعزتك ما حسبت أن أحداً يحلف بك كاذباً ، قال وهو قول الله عز وجل { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ } قال فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ، ثم لا تنال العيش إلا كداً ، قال فأهبط من الجنة ، وكانا يأكلان منها رغداً ، فأهبط إلى غير رغد من طعام وشراب ، فعلم صنعة الحديد ، وأمر بالحرث ، فحرث وزرع ، ثم سقى حتى إذا بلغ حصد ، ثم داسه ثم ذرّاه ، ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله ، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ . وقال الثوري عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال ورق التين . صحيح إليه . وقال مجاهد جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، قال كهيئة الثوب ، وقال وهب بن منبه في قوله ينزع عنهما لباسهما ، قال كان لباس آدم وحواء نوراً على فروجهما ، لا يرى هذا عورة هذه ، ولا هذه عورة هذا ، فلما أكلا من الشجرة ، بدت لهما سوآتهما ، رواه ابن جرير بسند صحيح إليه ، وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة ، قال قال آدم أي رب أرأيت إن تبت واستغفرت ؟ قال إذاً أدخلك الجنة ، وأما إبليس ، فلم يسأله التوبة ، وسأله النظرة ، فأعطى كل واحد منهما الذي سأله ، وقال ابن جرير حدثنا القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثنا عباد بن العوام ، عن سفيان بن الحسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال لما أكل آدم من الشجرة ، قيل له لم أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها ؟ قال حواء أمرتني ، قال فإني قد أعقبتها أن لا تحمل إلا كرهاً ، ولا تضع إلا كرهاً ، قال فرنت عند ذلك حواء ، فقيل لها الرنة عليك وعلى ولدك ، وقال الضحاك بن مزاحم في قوله { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه .