Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-41)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ } قيل المراد لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا دعاء ، قاله مجاهد وسعيد بن جبير ، ورواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وكذا رواه الثوري عن ليث عن عطاء عن ابن عباس ، وقيل المراد لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، وقاله السدي وغير واحد ، ويؤيده ما قاله ابن جرير حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن المنهال ، هو ابن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح االفاجر ، وأنه يصعد بها إلى السماء ، فيصعدون بها ، فلا تمر على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون بابها له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ } الآية ، هكذا رواه ، وهو قطعة من حديث طويل رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طرق عن المنهال بن عمرو ، به . وقد رواه الإمام أحمد بطوله فقال حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه ، فقال " استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال إلى الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مدّ البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة ، فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى " قال " فتعاد روحه ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه فيقولان له من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول ديني الإسلام ، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما عملك ؟ فيقول قرأت كتاب الله ، فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد البصر قال ويأتيه رجل حسن الوجه وحسن الثياب طيب الريح ، فيقول أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالخير ؟ فيقول أنا عملك الصالح ، فيقول رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال إلى الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول أيها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح ، فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِى سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحاً ثم قرأ { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له من ربك ؟ فيقول هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان ما دينك ؟ فيقول هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هاه هاه ، لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي ، فأفرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالشر ؟ فيقول أنا عملك الخبيث ، فيقول رب لا تقم الساعة " وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن يونس بن خباب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة ، فذكر نحوه ، وفيه " حتى إذا خرج روحه ، صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله عز وجل أن يعرج بروحه من قبلهم " وفي آخره " ثم يقيض له أعمى أصم أبكم ، في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه ضربة فيصير تراباً ، ثم يعيده الله عز وجل كما كان ، فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين " قال البراء ثم يفتح له باب من النار ويمهد له فرش من النار ، وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه وابن جرير ، واللفظ له ، من حديث محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل الصالح ، قالوا اخرجي أيتها النفس المطمئنة كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ، فيقولون ذلك حتى يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها ، فيقال من هذا ؟ فيقولون فلان ، فيقال مرحباً بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ، فيقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل ، وإذا كان الرجل السوء ، قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي ذميمة ، وأبشري بحميم وغساق ، وآخر من شكله أزواج ، فيقولون ذلك حتى تخرج ، ثم يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها ، فيقال من هذا ؟ فيقولون فلان ، فيقولون لا مرحباً بالنفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث ، ارجعي ذميمة فإنه لم يفتح لك أبواب السماء ، فترسل بين السماء والأرض ، فتصير إلى القبر " وقد قال ابن جريج في قوله { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ } لا تفتح لأعمالهم ، ولا لأرواحهم ، وهذا فيه جمع بين القولين ، والله أعلم ، وقوله تعالى { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِى سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } هكذا قرأه الجمهور ، وفسروه بأنه البعير . قال ابن مسعود هو الجمل ابن الناقة ، وفي رواية زوج الناقة . وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير في خُرْقِ الإبرة ، وكذا قال أبو العالية والضحاك ، وكذا روى علي بن أبي طلحة العوفي عن ابن عباس ، وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس إنه كان يقرؤها يلج الجُمَّل في سم الخياط ، بضم الجيم وتشديد الميم ، يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة ، وهذا اختيار سعيد بن جبير ، وفي رواية أنه قرأ حتى يلج الجُمَّل ، يعني قُلُوس السفن ، وهي الحبال الغلاظ ، وقوله { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } قال محمد بن كعب القرظي { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } قال الفرش ، { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } قال اللحف ، وكذا قال الضحاك بن مزاحم والسدي { وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ } .