Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 44-45)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى بما يخاطب به أهلُ الجنة أهل النار إذا استقروا في منازلهم على وجه التقريع والتوبيخ { أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا } أن ههنا مفسرة للقول المحذوف ، وقد للتحقيق ، أي قالوا لهم قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ كما أخبر تعالى في سورة الصافات عن الذي كان له قرين من الكفار { فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } الصافات 55 - 59 أي ينكر عليه مقالته التي يقولها في الدنيا ، ويقرعه بما صارإليه من العذاب والنكال ، وكذلك تقرعهم الملائكة يقولون لهم { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الطور 14 - 16 وكذلك قرّع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى القليب يوم بدر ، فنادى " يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة وسمى رؤوسهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً " وقال عمر يا رسول الله تخاطب قوماً قد جيفوا ؟ فقال " والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا " وقوله تعالى { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ } أي أعلم معلم ، ونادى مناد { أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي مستقرة عليهم ، ثم وصفهم بقوله { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } أي يصدون الناس عن اتباع سبيل الله وشرعه ، وما جاءت به الأنبياء ، ويبغون أن تكون السبيل معوجة غير مستقيمة حتى لا يتبعها أحد ، { وَهُم بِٱلأَخِرَةِ كَـٰفِرُونَ } أي وهم بلقاء الله في الدار الآخرة كافرون ، أي جاحدون ، مكذبون بذلك ، لا يصدقونه ولا يؤمنون به ، فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر من القول والعمل لأنهم لا يخافون حساباً عليه ولا عقاباً ، فهم شر الناس أقوالاً وأعمالاً .