Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 65-69)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى وكما أرسلنا إلى قوم نوح نوحاً ، كذلك أرسلنا إلى عاد أخاهم هوداً . قال محمد بن إسحاق هم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، قلت هؤلاء هم عاد الأولى الذين ذكرهم الله ، وهم أولاد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إلى العمد في البر كما قال تعالى { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَـٰدِ } الفجر6 - 8 وذلك لشدة بأسهم وقوتهم كما قال تعالى { فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } فصلت 15 وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف ، وهي جبال الرمل . قال محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، سمعت علياً يقول لرجل من حضرموت هل رأيت كثيباً أحمر ، يخالطه مدرة حمراء ذا أراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت ، هل رأيته ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين والله إنك لتنعته نعت رجل قد رآه ، قال لا ، ولكني قد حدثت عنه ، فقال الحضرمي وما شأنه يا أمير المؤمنين ؟ قال فيه قبر هود عليه السلام . رواه ابن جرير . وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن فإن هوداً عليه السلام دفن هناك ، وقد كان من أشرف قومه نسباً لأن الرسل إنما يبعثهم الله من أفضل القبائل وأشرفهم ، ولكن كان قومه كما شدد خلقهم شدد على قلوبهم ، وكانوا من أشد الأمم تكذيباً للحق ، ولهذا دعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وإلى طاعته وتقواه . { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } والملأ هم الجمهور والسادة والقادة منهم { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } أي في ضلالة حيث تدعونا إلى ترك عبادة الأصنام والإقبال على عبادة الله وحده كما تعجب الملأ من قريش من الدعوة إلى إله واحد ، فقالوا { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً } ص 5 الآية . { قَالَ يَـٰقَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي لست كما تزعمون ، بل جئتكم بالحق من الله الذي خلق كل شيء فهو رب كل شيء ، ومليكه { أُبَلِّغُكُمْ رِسَـٰلـٰتِ رَبِّى وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } وهذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغ ، والنصح ، والأمانة { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ } أي لا تعجبوا أن بعث الله إليكم رسولاً من أنفسكم لينذركم أيام الله ولقاءه ، بل احمدوا الله على ذاكم { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } أي واذكروا نعمة الله عليكم في جعلكم من ذرية نوح الذي أهلك الله أهل الأرض بدعوته ، لما خالفوه وكذبوه { وَزَادَكُمْ فِى ٱلْخَلْقِ بَسْطَةً } أي زاد طولكم على الناس بسطة ، أي جعلكم أطول من أبناء جنسكم كقوله في قصة طالوت { وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ } البقرة 247 { فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ } أي نعمه ومننه عليكم { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } والآلاء جمع إلى وقيل أَلى .