Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 19-19)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى للكفار { إِن تَسْتَفْتِحُواْ } أي تستنصروا ، وتستقضوا الله ، وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين ، فقد جاءكم ما سألتم كما قال محمد بن إسحاق وغيره عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن أبا جهل قال يوم بدر اللهم أينا كان أقطع للرحم ، وآتانا بما لا يعرف ، فأحنه الغداة ، وكان ذلك استفتاحاً منه ، فنزلت { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } إلى آخر الآية . وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد ، يعني ابن هارون ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، حدثني الزهري عن عبد الله بن ثعلبة أن أبا جهل قال حين التقى القوم اللهم أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا نعرف ، فأحنه الغداة ، فكان المستفتح ، وأخرجه النسائي في التفسير من حديث صالح بن كيسان عن الزهري به ، وكذا رواه الحاكم في مستدركه من طريق الزهري به ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وروي نحو هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة ويزيد بن رومان وغير واحد ، وقال السدي كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة ، فاستنصروا الله ، وقالوا اللهم انصر أعلى الجندين ، وأكرم الفئتين ، وخير القبيلتين ، فقال الله { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } يقول قد نصرت ما قلتم ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هو قوله تعالى إخباراً عنهم { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } الأنفال 32 الآية ، وقوله { وَإِن تَنتَهُواْ } أي عما أنتم فيه من الكفر بالله ، والتكذيب لرسوله ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي في الدنيا والآخرة ، وقوله تعالى { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ } كقوله { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } الإسراء 8 معناه وإن عدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلالة ، نعد لكم بمثل هذه الواقعة . وقال السدي { وَإِن تَعُودُواْ } أي إلى الاستفتاح { نَعُدْ } أي إلى الفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم والنصر له ، وتظفيره على أعدائه ، والأول أقوى ، { وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ } أي ولو جمعتم من الجموع ما عسى أن تجمعوا ، فإن من كان الله معه ، فلا غالب له ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وهم الحزب النبوي ، والجناب المصطفوي .