Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 8-16)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر حال الأشقياء ، ثنى بذكر السعداء فقال { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي يوم القيامة { نَّاعِمَةٌ } أي يعرف النعيم فيها ، وإنما حصل لها ذلك بسعيها ، وقال سفيان { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } قد رضيت عملها . وقوله تعالى { فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي رفيعة بهية في الغرفات آمنون ، { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لَـٰغِيَةً } أي لا تسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو كما قال تعالى { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلَـٰماً } مريم 62 وقال تعالى { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } الطور 23 وقال تعالى { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } الواقعة 25 ــــ 26 { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } أي سارحة ، وهذه نكرة في سياق الإثبات ، وليس المراد بها عيناً واحدة ، وإنما هذا جنس ، يعني فيها عيون جاريات . وقال ابن أبي حاتم قرىء على الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنهار الجنة تفجر من تحت تلال ــــ أو من تحت جبال ــــ المسك " { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } أي عالية ناعمة ، كثيرة الفرش ، مرتفعة السمك ، عليها الحور العين ، قالوا فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية ، تواضعت له ، { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } يعني أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها من أربابها . { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } قال ابن عباس النمارق الوسائد ، وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك والسدي والثوري وغيرهم ، وقوله تعالى { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } قال ابن عباس الزرابي البسط ، وكذا قال الضحاك وغير واحد ، ومعنى مبثوثة ، أي ههنا وههنا ، لمن أراد الجلوس عليها ، ونذكر ههنا هذا الحديث الذي رواه أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا أبي عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى ، حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا هل من مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها ، وهي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في محلة عالية بهية " قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها ، قال " قولوا إن شاء الله " قال القوم إن شاء الله ، ورواه ابن ماجه عن العباس بن عثمان الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن محمد ابن مهاجر به .