Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 115-116)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن نفسه الكريمة وحكمه العادل إنه لا يضل قوماً بعد إبلاغ الرسالة إليهم ، حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة كما قال تعالى { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـٰهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } فصلت 18 الآية ، وقال مجاهد في قوله تعالى { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } الآية ، قال بيان الله عز وجل للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة ، وفي بيانه لهم من معصيته وطاعته عامة ، فافعلوا ، أو ذروا . وقال ابن جرير يقول الله تعالى وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد إذ رزقكم الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله ، حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه ، فتتركوا ، فأما قبل أن يبين لكم كراهة ذلك بالنهي عنه ، فلم تضيعوا نهيه إلى ما نهاكم عنه ، فإنه لا يحكم عليه بالضلال ، فإن الطاعة والمعصية إنما يكونان من المأمور والمنهي ، وأما من لم يؤمر ولم ينه ، فغير كائن مطيعاً أو عاصياً فيما لم يؤمر به ولم ينه عنه . وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } قال ابن جرير هذا تحريض من الله تعالى لعباده المؤمنين في قتال المشركين وملوك الكفر ، وأن يثقوا بنصر الله مالك السموات والأرض ، ولا يرهبوا من أعدائه ، فإنه لا ولي لهم من دون الله ، ولا نصير لهم سواه . وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن أبي دلامة البغدادي ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه إذ قال لهم " هل تسمعون ما أسمع ؟ " قالوا ما نسمع من شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط ، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم " وقال كعب الأحبار ما من موضع خرم إبرة من الأرض إلا وملك موكل بها ، يرفع علم ذلك إلى الله ، وإن ملائكة السماء لأكثر من عدد التراب ، وإن حملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى مخه مسيرة مائة عام .