Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 36-36)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل ، أخبرنا أيوب ، أخبرنا محمد بن سيرين عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته ، فقال " ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ثم قال " أي يوم هذا ؟ " قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال " أليس يوم النحر ؟ " قلنا بلى ، ثم قال " أي شهر هذا ؟ " قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال " أليس ذا الحجة ؟ " قلنا بلى ، ثم قال " أي بلد هذا ؟ " قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال " أليست البلدة ؟ " قلنا بلى ، قال " فإن دماءكم وأموالكم - وأحسبه قال وأعراضكم - عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا . وستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا هل بلغت ؟ ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه " رواه البخاري في التفسير وغيره . ومسلم من حديث أيوب عن محمد ، وهو ابن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه به ، وقد قال ابن جرير حدثنا معمر ، حدثنا روح ، حدثنا أشعث عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متواليات - ذو القعدة وذو الحجة والمحرم - ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ورواه البزار عن محمد بن معمر به . ثم قال لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه ، وقد رواه ابن عون وقرة عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه به ، وقال ابن جرير أيضاً حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، حدثنا زيد بن حباب ، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي ، حدثني صدقة بن يسار عن ابن عمر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى في أوسط أيام التشريق ، فقال " أيها الناس إن الزمان قد استدار ، فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ، أولهن رجب مضر بين جمادى وشعبان ، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم " وروى ابن مردويه من حديث موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مثله ، أو نحوه ، وقال حماد بن سلمة حدثني علي بن زيد عن أبي حمزة الرقاشي عن عمه ، وكانت له صحبة ، قال كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود الناس عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم " وقال سعيد بن منصور حدثنا أبو معاوية عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } قال محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة . وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " تقرير منه صلوات الله وسلامه عليه ، وتثبيت للأمر على ما جعله الله في أول الأمر ، من غير تقديم ولا تأخير ، ولا زيادة ولا نقص ، ولا نسيء ولا تبديل كما قال في تحريم مكة " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة " وهكذا قال ههنا " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " أي الأمر اليوم شرعاً كما ابتدع الله ذلك في كتابه يوم خلق السموات والأرض . وقد قال بعض المفسرين والمتكلمين على هذا الحديث إن المراد بقوله " قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " أنه اتفق أن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك السنة في ذي الحجة ، وأن العرب قد كانت نسأت النسيء ، يحجون في كثير من السنين ، بل أكثرها ، في غير ذي الحجة ، وزعموا أن حجة الصديق في سنة تسع كانت في ذي القعدة ، وفي هذا نظر كما سنبينه إذا تكلمنا عن النسيء . وأغرب منه ما رواه الطبراني عن بعض السلف في جملة حديث أنه اتفق حج المسلمين واليهود والنصارى في يوم واحد ، وهو يوم النحر عام حجة الوداع ، والله اعلم . فصل ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء جمعه سماه المشهور في أسماء الأيام والشهور أن المحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً ، وعندي أنه سمي بذلك تأكيداً لتحريمه لأن العرب كانت تتقلب به ، فتحله عاماً ، وتحرمه عاماً . قال ويجمع على محرمات ، ومحارم ، ومحاريم ، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والأسفار ، يقال صفر المكان إذا خلا ، ويجمع على أصفار كجمل وأجمال ، وشهر ربيع الأول سميّ بذلك لارتباعهم فيه ، والارتباع الإقامة في عمارة الربع ، ويجمع على أربعاء كنصيب وأنصباء ، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة ، وربيع الآخر كالأول . جمادى سمي بذلك لجمود الماء فيه ، قال وكانت الشهور في حسابهم لا تدور ، وفي هذا نظر إذ كانت شهورهم منوطة بالأهلة ، فلا بد من دورانها ، فلعلهم سموه بذلك أول ما سمي عند جمود الماء في البرد ، كما قال الشاعر @ ولَيْلَةٍ من جمادى ذاتِ أَنْدِيَةٍ لا يُبْصِرُ العبدُ في ظَلْمائِها الطُّنُبا لا يَنْبَحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ حتى يَلُفُّ على خُرْطومِهِ الذَّنَبا @@ ويجمع على جماديات كحبارى وحباريات ، وقد يذكر ويؤنث ، فيقال جمادى الأولى ، والأول ، جمادى الآخر ، والآخرة . رجب من الترجيب ، وهو التعظيم ، ويجمع على أرجاب ، ورجاب ، ورجبات . شعبان من تشعب القبائل وتفرقها للغارة ، ويجمع على شعابين وشعبانات . رمضان من شدة الرمضاء ، وهو الحر ، يقال رمضت الفصال إذا عطشت ، ويجمع على رمضانات ، ورماضين ، وأرمضة ، قال وقول من قال إنه اسم من أسماء الله خطأ لا يعرج عليه ، ولا يلتفت إليه ، قلت قد ورد فيه حديث ، ولكنه ضعيف ، وبينته في أول كتاب الصيام . شوال من شالت الإبل بأذنابها للطراق ، قال ويجمع على شواول ، وشواويل ، وشوالات . القعدة بفتح القاف ، قلت وكسرها ، لقعودهم فيه عن القتال والترحال ، ويجمع على ذوات القعدة . الحجة بكسر الحاء ، قلت وفتحها ، سمي بذلك لإقامتهم الحج فيه ، ويجمع على ذوات الحجة ، أسماء الأيام أولها الأحد ، ويجمع على آحاد ، وأوحاد ، ووحود ، ثم يوم الاثنين ، ويجمع على أثانين ، الثلاثاء يمد ، ويذكر ويؤنث ، ويجمع على ثلاثاوات ، وأثالث ، ثم الأربعاء بالمد ، ويجمع على أربعاوات ، وأرابيع ، والخميس ، يجمع على أخمسة ، وأخامس ، ثم الجمعة بضم الميم وإسكانها وفتحها أيضاً ، ويجمع على جمع ، وجماعات ، السبت مأخوذ من السبت وهو القطع لانتهاء العدد عنده ، وكانت العرب تسمي الأيام أول ، ثم أهون ، ثم جبار ، ثم دبار ، ثم مؤنس ، ثم العروبة ، ثم شيار ، قال الشاعر من العرب العرباء العاربة المتقدمين @ أُرَجِّي أنْ أَعيشَ وإِنَّ يومي بأَوَّلَ أو بأهْوَنَ أو جُبارُ أو التالي دُبار فإِنْ أفتْهُ فَمُؤْنِسُ أو عَرُوبةُ أو شيارُ @@ وقوله تعالى { مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } فهذا مما كانت العرب أيضاً في الجاهلية تحرمه ، وهو الذي كان عليه جمهورهم ، إلا طائفة منهم يقال لهم البسل ، كانوا يحرمون من السنة ثمانية أشهر تعمقاً وتشديداً ، وأما قوله « ثلاثة متواليات ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان » فإنما أضافه إلى مضر ليبين صحة قولهم في رجب إنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان ، لا كما تظنه ربيعة من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال ، وهو رمضان اليوم ، فبين صلى الله عليه وسلم أنه رجب مضر ، لا رجب ربيعة ، وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة ، ثلاثة سرد ، وواحد فرد لأجل أداء مناسك الحج والعمرة ، فحرم قبل أشهر الحج شهراً ، وهو ذو القعدة لأنهم يقعدون فيه عن القتال ، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ، ويشتغلون فيه بأداء المناسك ، وحرم بعده شهراً آخر ، وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين ، وحرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب ، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمناً . وقوله { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } أي هذا هو الشرع المستقيم من امتثال أمر الله فيما جعل من الأشهر الحرم ، والحذو بها على ما سبق من كتاب الله الأول . قال تعالى { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله تعالى { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام ، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء ، وكذا في حق من قتل في الحرم ، أو قتل ذا محرم ، وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس في قوله { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } قال في الشهور كلها ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ } الآية ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم في كلهن ، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر ، فجعلهن حراماً ، وعظم حرماتهن ، وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم . وقال قتادة في قوله { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء ، وقال إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلاً ، ومن الناس رسلاً ، واصطفى من الكلام ذِكْره ، واصطفى من الأرض المساجد ، واصطفى من الشهور رمضان ، والأشهر الحرم ، واصطفى من الأيام يوم الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فعظموا ما عظم الله ، فإنما تعظيم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل . وقال الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن عن محمد بن الحنفية بأن لا تحرموهن كحرمتهن . وقال محمد بن إسحاق { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } أي لا تجعلوا حرامها حلالاً ، ولا حلالها حراماً كما فعل أهل الشرك فإنما النسيء الذي كانوا يصنعون من ذلك زيادة في الكفر { يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الآية ، وهذا القول اختيار ابن جرير . وقوله { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } أي جميعكم { كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } أي جميعهم { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } وقد اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام ، هل هو منسوخ أو محكم ؟ على قولين أحدهما وهو الأشهر أنه منسوخ لأنه تعالى قال ههنا { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } وأمر بقتال المشركين ، وظاهر السياق مشعر بأنه أمر بذلك أمراً عاماً ، ولو كان محرماً في الشهر الحرام ، لأوشك أن يقيده بانسلاخها ، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف في شهر حرام ، وهو ذو القعدة كما ثبت في الصحيحين أنه خرج إلى هوازن في شوال ، فلما كسرهم واستفاء أموالهم ورجع فلهم ، لجؤوا إلى الطائف ، فعمد إلى الطائف فحاصرهم أربعين يوماً ، وانصرف ولم يفتتحها ، فثبت أنه حاصر في الشهر الحرام . والقول الآخر أن ابتداء القتال في الشهر الحرام حرام ، وأنه لم ينسخ تحريم الشهر الحرام لقوله تعالى { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } المائدة 2 وقال { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَـٰتُ قِصَاصٌ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ } البقرة 194 ، وقال { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } التوبة 5 ، وقد تقدم أنها الأربعة المقررة في كل سنة ، لا أشهر التسيير على أحد القولين . وأما قوله تعالى { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } فيحتمل أنه منقطع عما قبله ، وأنه حكم مستأنف ، ويكون من باب التهييج والتحضيض ، أي كما يجتمعون لحربكم إذا حاربوكم ، فاجتمعوا أنتم أيضاً لهم إذا حاربتموهم ، وقاتلوهم بنظير مايفعلون ، ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام إذا كانت البداءة منهم كما قال تعالى { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَـٰتُ قِصَاصٌ } البقرة 194 ، وقال تعالى { وَلاَ تُقَـٰتِلُوهُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَـٰتَلُوكُمْ فَٱقْتُلُوهُمْ } البقرة 191 ، وهكذا الجواب عن حصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف ، واستصحابه الحصار إلى أن دخل الشهر الحرام فإنه من تتمة قتال هوازن وأحلافها من ثقيف فإنهم هم الذين ابتدؤوا القتال ، وجمعوا الرجال ودعوا إلى الحرب والنزال ، فعندها قصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم ، فلما تحصنوا بالطائف ذهب إليهم لينزلهم من حصونهم ، فنالوا من المسلمين وقتلوا جماعة ، واستمر الحصار بالمجانيق وغيرها قريباً من أربعين يوماً ، وكان ابتداؤه في شهر حلال ، ودخل الشهر الحرام فاستمر فيه أياماً ، ثم قفل عنهم لأنه يغتفر في الدوام ما لا يغتفر في الابتداء ، وهذا أمر مقرر ، وله نظائر كثيرة ، والله أعلم ، ولنذكر الأحاديث الواردة في ذلك ، وقد حررنا ذلك في السيرة ، والله أعلم .