Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 43-45)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا أبو حصين بن سليمان الرازي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة فقال { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } وكذا قال مورق العجلي وغيره . وقال قتادة عاتبه كما تسمعون ، ثم أنزل التي في سورة النور ، فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء ، فقال { فَإِذَا ٱسْتَـئْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } النور 62 وكذا روي عن عطاء الخراساني ، وقال مجاهد نزلت هذه الآية في أناس قالوا استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أذن لكم ، فاقعدوا ، وإن لم يأذن لكم ، فاقعدوا ، ولهذا قال تعالى { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } أي في إبداء الأعذار ، { وَتَعْلَمَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } يقول تعالى هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب ، فإنهم قد كانوا مصرين على القعود عن الغزو ، وإن لم تأذن لهم فيه . ولهذا أخبر تعالى أنه لا يستأذنه في القعود عن الغزو أحد يؤمن بالله ورسوله فقال { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ } أي في القعود عن الغزو { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ } لأنهم يرون الجهاد قربة ، ولما ندبهم إليه بادروا وامتثلوا ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } أي في القعود ممن لا عذر له { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ } أي لا يرجون ثواب الله في الدار الآخرة على أعمالهم ، { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } أي شكت في صحة ما جئتهم به ، { فَهُمْ فِى رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } أي يتحيرون ، يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى ، وليست لهم قدم ثابتة في شيء ، فهم قوم حيارى هلكى ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً .