Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 116-116)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُوْلُواْ } ( 116 ) - لَقَدْ كَانَ مِنَ الوَاجِبِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ التِي أَهْلَكَهَا اللهُ بِظُلْمِهَا ، جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أُولُو عَقْلٍ ، وَرَأيٍ ، وَصَلاحٍ ، يَنْهَوْنَ المُفْسِدِينَ عَنِ الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ ، وَيَأخُذُونَ عَلَى أَيْدِيهِمْ لِكَيْلاَ يَنْزِلَ بِهِمْ عَذَابُ اللهِ ، لأَنَّ مِنْ سُنَّةِ اللهِ أَنْ لاَ يُهْلِكَ قَوْماً إِلاّ إِذَا عَمَّ الفَسَادُ وَالظُّلْمُ أَكْثَرَهُمْ . وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ هؤُلاءِ الأَقْوَامِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ قِلَّةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ الذِينَ لاَ يُؤْخَذُ بِرَأْيهِمْ ، وَلاَ تُسْمَعُ كَلِمَتُهُمْ ، وَلا يُقْبَلُ أَمْرُهُمْ وَنَهْيُهُمْ . أَمَّا الأَكْثَرُونَ فَكَانُوا مِنَ الظَّالِمِينَ المُسْتَكْبِرِينَ المُعَانِدِينَ ، فَأَصَرُّوا عَلَى ظُلْمِهِمْ وَكُفْرِهِمْ ، وَاتَّبَعُوا حَيَاةَ التَّرَفِ وَالفَسَادِ ، فَحَالَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الانْتِفَاعِ بِدَعْوَةِ الحَقِّ ، فَبَطِرُوا وَاسْتَكْبَرُوا ، وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللهِ ، وَقَدْ أَغْرَقُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الجَرَائِمِ التِي وَلَّدَهَا النَّعِيمُ وَالتَّرَفُ ، وَاسْتَسْلَمُوا لَهَا ، وَلِذَلِكَ رَجَّحُوا مَا أَتَوا بِهِ عَلى اتِّبَاعِ الرُّسُلِ وَطَاعَةِ اللهِ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ ، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ . القُرُونِ - الأُمَمِ . أُوْلُو بَقِيَّةٍ - أَصْحَابُ فَضْلٍ وَخَيْرٍ . مَا أُتْرِفُوا فِيهِ - مَا أُنْعِمُوا فِيهِ مِنَ الخَصْبِ وَالسَّعَةِ .