Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 33-33)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَآئِمٌ } { بِظَاهِرٍ } ( 33 ) - بَعْدَ أَنْ قَرَّرَ اللهُ تَعَالَى فِي الآيَاتِ السَّابِقَةِ عَدَداً مِنَ الحَقَائِقِ الثَّابِتَةِ ، التِي أَقَامَ الأَدِلَّةَ عَلَيْهَا ، وَضَرَبَ لَهَا الأَمْثَالَ ، وَمِنْهَا : وَحْدَانِيَّةُ اللهِ تَعَالَى فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ ، وَتَفَرُّدُهُ تَعَالَى بِخَلْقِ كُلِّ شَيءٍ ، وَسَيْطَرَتُهُ المُطْلَقَةُ عَلَى الكَوْنِ سَيْطَرَةً تَامَّةً ، وَعِلْمُهُ التَّامُّ بِكُلِّ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ فِيهِ ، وَعِلْمُهُ بِمَا تُسِرُّ المَخْلُوقَاتُ وَمَا تُعْلِنُ … بَعْدَ أَنْ قَرَّرَ كُلَّ ذَلِكَ سَأَلَ الذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى الكُفْرِ ، وَعَلى إِشْرَاكِهِمْ مَعَهُ غَيْرَهُ فِي العِبَادَةِ ، وَادِّعَائِهِمْ أَنَّ لَهُ شُرَكَاءَ فَقَالَ لَهُمْ مُسْتَنْكِراً : هَلْ يَتَسَاوَى اللهُ القَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ ، وَالحَفِيظُ الرَّقِيبُ عَلَيْهَا ، الذِي يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ … مَعَ الأَصْنَامِ التِي يَعْبُدُونَها ، وَهِيَ حِجَارَةٌ لاَ تَسْمَعُ وَلا تُبْصِرُ وَلا تَعْقِلُ ، وَلاَ تَكْشِفُ ضُرّاً ، وَلاَ تَجْلُبُ نَفْعاً لِمَنْ يَعْبُدُونَها ( وَقَدْ حُذِفَ هذا الجَوَابُ لِدَلاَلَةِ المَعْنَى عَلَيْهِ ) ؟ فَقُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهؤلاءِ الذِينَ يَعْبُدُونَ مَعَ اللهِ أَصْنَاماً جَعَلُوهَا شُرَكَاءَ لَهُ : سَمُّوا لَنَا هذِهِ الآلِهَةَ فَإِنَّهُمْ نكِراتٌ مَجْهُولَةٌ ، لاَ حَقِيقَةَ لَهُمْ ، وَلا وُجُودَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ إِذْ لَوْ كَانَ لَهُمْ وُجُودٌ لَكَانَ ذَلِكَ فِي عِلْمِ اللهِ . أَمْ إِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ شَيْئاً لاَ يَعْلَمُهُ اللهُ ؟ فَتَعْلَمُونَ أَنَّ هُنَاكَ آلِهَةً فِي الأَرْضِ وَغَابَ ذَلِكَ عَنْ عِلْمِ اللهِ ؟ أَمْ تَدَّعُونَ وُجُودَهَا بِكَلاَمٍ سَطْحِيٍّ لَيْسَ وَرَاءَهُ مَدْلُولٌ ( أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ ) . وَقَضِيَّةُ الأُلُوهِيَّةِ لَيْسَتْ مِنَ التَّفَاهَةِ وَالهَزلِ بِحَيْثُ يَتَنَاوَلُهَا النَّاسُ بِظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ ؟ لَقَدْ تَصَوَّرَ هؤُلاءِ المُشْرِكُونَ أَنَّهُمْ عَلَى صَوَابٍ ، وَأَنَّ مَكْرَهُمْ وَتَدْبِيرَهُمْ ضِدَّ الدَّعْوَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ ، فَصَدَّهُمْ هَذا التَّصَوُّرُ عَنِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ الاهْتِدَاءِ إِلى الحَقِّ ، وَمَنْ أَضَلَّهُ اللهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .