Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 12-12)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْلَّيْلَ } { آيَتَيْنِ } { ٱلْلَّيْلِ } { فَصَّلْنَاهُ } ( 12 ) - بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى الهِدَايَةَ وَالإِرْشَادَ بِالقُرْآنِ ، جَاءَ عَلَى ذِكْرِ الاسْتِدْلاَلِ بِآيَاتِ اللهِ التِي بَثَّهَا فِي الأَنْفُسِ وَالآفَاقِ ، وَلَفَتَ الأَنْظَارَ إِلَيْهَا لِيَتَفَكَّرَ النَّاسُ فِيهَا ، وَيَتَّعِظُوا ، وَيَتَّقُوا رَبَّهُمْ ، وَيُؤْمِنُوا بِهِ ، وَبِأَنَّهُ وَاحِدٌ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ ، وَلاَ رَبَّ سِوَاهُ ، تَنَزَّهَ عَنِ الشَّرِيكِ وَالوَلَدِ وَالصَّاحِبَةِ . فَقَالَ : إِنَّهُ جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ مِنْ آيَاتِهِ ، فَجَعَلَ اللَّيْلَ مُظْلِماً ، وَمَحَا الضِّيَاءَ مِنْهُ لتَسْكُنَ الخَلاَئِقُ فِيهِ ، وَتَرْتَاحَ الأَبْدَانُ مِنْ عَنَاءِ العَمَلِ فِي النَّهَارِ . وَجَعَلَ النَّهَارَ مُبْصِراً مُضِيئاً ، لِيَسْعَى النَّاسُ فِيهِ طَلَباً لِمَعَاشِهِمْ ، وَتَصْرِيفِ أُمُورِهِمْ . وَقَدْ خَالَفَ اللهُ تَعَالَى بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، طُولاً وَقِصَراً ، لِيَعْلَمَ النَّاسُ عَدَدَ السِّنِينَ ، وِالحِسَابَ ، لأَِنَّهُ لَوِ اسْتَمَرَّ الضِّيَاءُ لَمَا عَرَفَ النَّاسُ مِقْدَارَ الوَقْتِ الذِي يَمُرُّ . وَكَذَلِكَ لَوْ جُعَلَ اللَّيْلَ مُسْتَمِراً ، لَمَا عَرَفَ النَّاسُ مِنْهُ ذلِكَ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : إِنَّهُ بَيَّنَ كُلَّ شَيءٍ ، عَلَى نَحْوٍ مُفَصَّلٍ ، لِيَعْلَمَ العِبَادُ مَا هُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ ، فَتَقُومَ الحُجَّةُ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً لِلْمُصَادَفَةِ . فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ - خَلَقْنَا القَمَرَ مَطْمُوسَ النُّورِ مُظْلِماً . آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً - الشَّمْسَ مُضِيئَةً مُنِيرَةً لِلإِبْصَارِ .