Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 16-16)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَدَمَّرْنَاهَا } ( 16 ) - فِي قِرَاءَةِ ( أَمَرْنَا ) وَجْهَانِ : ( أَمَرْنَا بِالتَّخْفِيفِ - وَهُوَ المَشْهُورُ فِي قِرَاءَتِهَا : فَمِنْ قَائِلٍ : إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّهُ إِذا دَنَا تَعَلُّقِ إِرَادَتِنَا بِإِهْلاَكِ قَرْيَةٍ بِعَذَابِ الاسْتِئْصَالِ لِمَا ظَهَرَ فِيهَا مِنَ المَعَاصِي ، وَلَمَا دَنَّسَتْ بِهِ نَفْسَهَا مِنَ الآثَامِ ، لَمْ يُعَاجِلْهَا اللهُ تَعَالَى بِالعُقُوبَةِ ، بَلْ يَأْمُرُ مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ فَإِذا فَسَقُوا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ، وَتَمَرَّدُوا ، حَقَّ عَلَيْهِمُ العَذَابُ لارْتِكَابِهِم الكَبَائِرَ وَالفَوَاحِشَ ، فَيَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى بِتَدْمِيرِ تِلْكَ القَرْيَةِ . ( وَخَصَّ اللهُ تَعَالَى المُتْرَفِينَ بِالذِّكْرِ لِمَا جَرَتْ بِهِ العَادَةُ مِنْ أَنَّ العَامَّةَ تُقَلِّدُهُمْ وَتَكُونُ تَبَعاً لَهُمْ ، فِيمَا يَفْعَلُونَ ) . - وَمِنْ قَائِلٍ بَلْ إِنَّ المَعْنَى هُوَ : أَنَّ اللهَ يُسَخِّرُهُمْ لِفِعْلِ الفَوَاحِشِ فَيَسْتَحِقُّونَ العُقُوبَةَ . - وَأَمَّرْنا - بِتَشْدِيدِ المِيمِ - وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ مَعْنَاهَا سَلَّطْنَا شِرارَهَا فَعَصَوْا فِيهَا ، فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ بِالعَذَابِ . وَهذا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا } - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضاً : إِنَّ مَعْنَى ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) ، أَكْثَرْنا عَدَدَهُمْ فَيُؤَدّي ذلِكَ إِلى انْتِشَارِ الفِسْقِ وَالفَسَادِ وَالكُفْرِ ، فَيُهْلِكُكُم اللهُ بِالعَذَابِ . أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا - أَمَرْنَا مُنَعَّمِيهَا بِطَاعَةِ اللهِ . فَفَسَقُواْ فِيهَا - فَتَمَرَّدُوا وَعَصَوْا وَخَرَجُوا عَنِ الطَّاعَةِ . فَدَمَّرْنَاهَا - اسْتَأْصَلْنَاهَا وَمَحَوْنا آثَارَها .