Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 219-219)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَسْأَلُونَكَ } { وَمَنَافِعُ } { وَيَسْأَلُونَكَ } { ٱلآيَاتِ } ( 219 ) - جَاءَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ وَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ . وَالخَمْرُ عِنْدَ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ هِيَ كُلُّ مَا أسْكَرَ . وَكَانَ العَرَبُ يَعْرِفُونَ لَعِبَ المَيْسِرِ ( أي القِمَارِ ) وَيُمَارِسُونَهُ ، وَكَانوا يَجْعَلُونَهُ وَسيلةً لِمُسَاعَدَةِ الفُقَرَاء وَكَانَتِ العَرَبُ تَلْعَبُ المَيْسِرَ بِقِدَاحٍ ( وَالقِدْحُ هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ الخَشَبِ كَالقَلَمِ أوِ السَّهْمِ ) وَالقِداحُ عَشَرَةٌ كُتِبَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا اسْمٌ ، فَمِنْ هَذِهِ القِدَاحِ مَا يَرْبَحُ رِبْحاً عَظِيماً ، وَمِنْهَا مَا يَرْبَحُ رِبْحاً مُتَوَسِّطاً ، وَمِنْهَا مَا لاَ يَرْبَحُ وَهَي ثَلاَثَةُ قِدَاحٍ ( المَنِيحُ وَالسَّفِيحُ وَالوَغْدُ ) . فَمَنْ خَرَجَ لَهُ سَهْمٌ رَابِحٌ أَخَذَ نَصِيباً مِنَ الجَزُورِ ( وَهُوَ البَعِيرُ المَذْبُوحُ ) يُقَابِلُ الأسْهُمَ المُخَصَّصَةَ لِقِدْحِهِ . وَمَنْ خَرَجَ لَهُ سَهْمٌ غَيْرُ رَابحٍ غَرِمَ ثَمَنَ الجَزُورِ ، وَلاَ يَأْخُذُ شَيئاً . وَكَانَ المُقَامِرُونَ لاَ يَأْخُذَونَ شَيئاً مِنَ الرِّبْحِ لأنْفُسِهِمْ ، وَإِنَّمَا يُوَزِّعُونَهُ عَلَى الفُقَراءِ . وَكَانَ العَرَبُ يَعِيبُونَ عَلَى مَنْ لا يُمَارِسُ القِمَارَ ، وَيُسَمُّونَهُ الوَغْدَ . وَتَطَوَّرَ لَعِبُ المَيْسرِ فَشَمَلَ صُوراً أُخْرَى ، وَأَصْبَحَتْ لَهُ غَايَاتٌ أُخْرَى غَيْرُ الإِنْفَاقِ عَلَى الفُقَرَاءِ ، فَأَصْبَحَ المُقَامِرُ يَسَعَى وَرَاءَ نَفْعِ نَفْسِهِ . وَقَدْ سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ حُكْمِ تَنَاوُلِ الخَمْرِ وَبَيْعِها ، وَعَنْ حُكْمِ لَعِبِ المَيْسِرِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هذِهِ الآيَةَ . أَمّا إثمُ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ فَهُوَ فِي الدِّين ، أمَّا المَنَافِعُ فَهِيَ دُنْيَوِيَّةٌ ، وَلَكِنَّ هَذِهِ المَنَافِعَ لاَ تُوَازِي المَضَارَّ الوَاضِحَةَ لِتَعَلُّقِهَا بِالعَقْلِ وَالدِّينِ ( فَإثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) . وَسَأَلَ المُسْلِمُونَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم مَاذَا يُنْفِقُونَ ؟ فَأَجَابَهُمُ اللهُ تَعَالَى قَائِلاً : ( العَفْوَ ) أَيْ مَا يَسْهُلُ عَلَى الإِنْسَانِ إِنْفَاقُهُ مِمَّا يَفِيضُ عَنْ حَاجَةِ الإِنَسانِ ، وَحَاجَةِ عِيَالِهِ وَذَوِي قُرْبَاهُ . ( وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنىً ، وَاليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " ) . وَكَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ الآيَاتِ فِي أَحْكَامِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ ، لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَشُؤُونِهِما مَعاً ، فَتَجْتَمِعَ مَصَالِحُ الجَسَدِ وَالرُّوحِ ، وَتَكُونُوا أمَّةً وَسَطاً لاَ تَتَهَالَكُ عَلَى الدُّنيا وَتَنْسَى الآخِرَةَ ، وَلاَ تَنْسَى الدُّنيا لأنَّ الدُّنيا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ . المَيْسِرُ - القِمَارُ . العَفْوَ - مَا فَضُلَ عَنِ الحَاجَةِ .