Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-11)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

( 11 ) - وَمِنَ النَّاسِ صِنْفٌ لَمْ يَتَمَكَّنِ الإِيْمَانُ مِنْ قَلْبِهِ ، بَلْ هُوَ مُتَزَعْزِعُ العَقِيدَةِ ، تَتَحَكَّمُ مَصَالِحُهُ فِي إِيْمَانِهِ ، فَإِنْ أَصَابَهُ رَخَاءٌ وَسَعَةُ عَيْشٍ ، رَضِيَ وَاطْمَأَنَّ وَاسْتَبْشَرَ بالدِّينِ فَعَبَدَ الله ، وَإِنْ أَصَابَهُ شَرٌّ وَبَلاَءٌ ، وَضِيقُ عَيْشٍ ، ارْتَدَّ وَرَجََعَ إِلَى الكُفْرِ فَخَسِرَ فِي الدُّنْيَا رَاحَةَ الاطْمِئْنَانِ إِلَى قَضَاءِ اللهِ وَنَصَرِهِ ، كَمَا خَسِرَ فِي الآخِرَةِ النَّعِيمَ . ( وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَعضِ الأَعْرَابِ الذينَ كَانُوا يَأتُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُسْلِمُونَ ، فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى بِلاَدِهِم فإِنْ وَجَدُوا عَامَ غَيْثٍ وَخِِصْبٍ ، وَعَامَ وِلاَدٍ حَسَنٍ قَالُوا : إِنَّ دِينَنَا هَذَا لَصَالِحٌ فَتَمَسَّكُوا بِهِ . وإِنْ وَجَدُوا عَامَ جَدْبٍ ، وَعَامَ وِلاَدِ سُوءٍ ، قَالُوا : مَا فِي دِينِنَا هَذَا خَيْرٌ ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ) . وَهَذِهِ الآيَةُ تَنْطَبِقُ عَلَى المُنَافِقِ الذي إِنْ صَلَحَتْ لَهُ دُنْيَاهُ أَقَامَ عَلَى العِبَادَةِ ، وإِنْ فَسَدَتْ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَتَغَيَّرَت انْقَلَبَ كَافِراً فَلاَ يُقِيمُ عَلَى العِبَادَةِ إِلاَّ لِمَا صَلَحَ مِنْ دُنْيَاهُ ، فَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ أَوْ شِدَّةٌ أَوْ ضِيْقٌ تَرَكَ دِيْنَهُ ، وَرَجَعَ إِلَى الكُفْرِ ، وَارْتَدَّ عَنْ دِينِهِ { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } ، فَلاَ يَحْصُلُ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى شَيءٍ . وَأَمَّا الآخِرَةُ فَقَدْ كَفَرَ بالله العَظِيمِ ، فَهو فِيهَا فِي غَايَةِ الشَّقَاءِ والإِهَانَةِ ، وَلِهذا قَالَ تَعَالَى : { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي الخَسَارَةُ العظِيمةُ والصَفْقَةُ الخَاسِرَةُ عَلَى حَرْفِ - علَى شَكٍّ وَقَلَقٍ وَتَزَلْزُلٍ فِي الدِّينِ .