Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 2-2)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَاحِدٍ } { ٱلآخِرِ } { طَآئِفَةٌ } ( 2 ) - فَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ فِيهَا حُكْمُ الزَّانِي فِي الحَدِّ فَالزَّانِي إِذَا كَانَ بِكْراً - ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنْثَى - وَهُوَ حُرٌّ بَالِغٌ عَاقِلٌ فَحَدُّهُ مِئَةُ جَلْدَةٍ كَمَا فِي الآيَةِ . وَيَرَى جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ أَنْ يُغَرَّبَ سَنَةً عَنْ مَوْطِنِهِ ، إِنْ شَاءَ الإِمَامُ تَغْرِيبَهُ ( أَي نَفْيَهُ مِنْ مَوْطِنِهِ ) . أَمَّا إِذَا كانَ الزَّانِي مُحْصَناً ، وَهُوَ الذي سَبَقَ لَهُ الوَطْءُ فِي نِكَاحٍ صَحِيحٍ ، فَإِنَّهُ يُرْجَمُ بالحِجَارَةِ حَتَّى المَوْتِ . وَحُكْمُ الزَّانِي المُحْصَنِ مَأْخُوذٌ مِنَ السُنَّةِ ، فَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِ امْرَأَةٍ مُحْصَنَةٍ زَنَتْ . وَيَثْبُتُ الزِّنَى بِالإِقْرَارِ ، أَوْ بِحَبَلِ المَرْأَةِ بِلاَ زَوْجٍ مَعْرُوفٍ لَهَا ، أو بِشَهَادَةِ أَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ العُدُولِ يَرَوْنَها فِي حَالَةِ الفِعْلِ . ( وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ : إِنَّهُ يَجِبُ الجَلْدُ مَعَ الرَّجْمِ عَمَلاً بالنَّصِّ . وَلَكنَّ أَكْثَرَ الأَئِمَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الجَلْدِ مَعَ الرَّجْمِ لأَِنَّ عُقُوبةَ الرَّجْمِ أَشَدُّ مِنْ عُقُوبَةِ الجَلْدِ ) . وَيُنَبِّهُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِم أَلاَّ تَأْخُذَهُمْ رَأْفَةٌ بِالزُّنَاةِ فِي تَطْبِيقِ حُكْمِ اللهِ وَشَرْعِهِ ، لأَِنَّ مِنْ مُقْتَضَى الإِيْمَانِ إِيثَارَ مَرْضَاةِ اللهِ عَلَى مَرْضَاةِ النَّاسِِ ، فَإِذَا رُفِعَتِ الحُدُودُ إِلَى السُّلْطَانِ فَتُقَامُ وَلاَ تُعَطَّلُ . ( وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ : " تَعَافوا الحُدُودَ بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَد وَجَبَ " ) . فَإِذَا كُنْتُم تُؤْمِنُونَ بِاللهِ ، واليَوْمِ الآخِرِ ، فَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ اللهُ مِنْ إِقَامَةِ الحَدِّ عَلَى الزُنَاةِ ، وشَدِّدُوا عَلَيْهِم الضَّرْبَ عَلَى أَنْ لاَ يَكُونَ الضَّرْبُ مُبرِّحاًَ ، لِيَرْتَدِعَ مَنْ يَصْنَعُ مِثْلَهُمْ . ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِأَنْ يَكُونَ تَنْفِيذُ الحُدُودِ عَلاَنِيَةً ، وَأَنْ يَشْهَدَهُ طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ لأَنَّهُ يَكُونُ أَبْلَغَ فِي زَجْرِ النَّاسِ ، وَأَنْجَعَ فِي رَدْعِهِمْ ، وَيَكُونُ تَقْرِيعاً وَتَوْبِيخاً وَفَضِيحَةً إِذَا كَانَ النَّاسُ حُضُوراً . الطائِفَةُ - تَشْمَلُ الوَاحِدَ فَمَا فَوقَ ، وَقَالَ ابنُ عَبَّاسِ إِنَّهَا تَشْمَلُ الأَرْبَعَةَ فَصَاعِداً .