Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 28-28)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا } { لأَزْوَاجِكَ } { ٱلْحَيَاةَ } ( 28 ) - بَعْدَ أَنْ نَصَرَ اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ ، وَعَلَى بَني قُرَيْظَةَ ، ظَنَّ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ اخْتَصَّ بِنَفَائِسِ اليَهُودِ ، وَذَخَائِرِهِمْ ، فَجِئْنَهُ يُطَالِبْنَهُ بالتَّوْسِعَةِ عَلَيهِنَّ ، وَبِمُعَامَلَتِهِنَّ مُعَامَلَةَ نِسَاءِ المُلُوكِ ، فآلَمْنَ قَلْبَهُ الشَّرِيفَ بِمَطَالِبِهِنَّ ، فَأَمَرهُ اللهُ تَعَالى بِأَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِنَّ مَا أَنْزَلَ عَليهِ بِشَأْنِهِنَّ . وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَسْتَأْذِنَانِ عَليهِ فَلَمْ يَأذَنْ لَهُما ، ثَمَّ أَذِنَ لَهُما ، فَدَخَلا فَوَجَدا الرَّسُولَ جَالِساً وَحَولَهُ نِسَاؤُهُ وَهُمْ سُكُوتٌ . فَتَكَلَّمَ عُمَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ رَأَيتَ ابْنَةَ زَيدٍ ( يَعِني زَوْجَةَ عُمَرَ ) سَأَلَتني النَّفَقَةَ فَوَجَأْتُ عُنُقَها ( أَيْ قَطَعْتُهُ ) ، فَضَحِكَ الرَّسُولُ . وَقَالَ : هُنَّ حَولي يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ . فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلى عَائِشَةَ لِيَضْرِبَهَا ، وَقَامَ عُمَرُ إِلى ابنَتِهِ حَفْصَةَ لِيَضْرِبَها ، وَكُلَ مِنْهُما يقولُ : تَسْأَلانِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَيْسَ عِنْدَه ! فَنَهَاهُمَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ؛ فَقَالَتَا : وَاللهِ لا نَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هذا المَجْلِسِ مَا لَيسَ عِنْدَهُ . وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى الخِيَارَ ، فَبَدأَ رَسُولُ اللهِ بِعَائِشَةَ ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيها ، فَقَالَ لَها : إِنِّي أَذْكُرُ لَكِ أَمْراً مَا أُحِبُّ أَنْ تَعْجَلِي فيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ . قَالَتْ وَمَا هُوَ ؟ فَتَلا عَليها الآيَةَ : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ … } قَالَتْ عَائِشَةُ : أَفِيكَ أَسْتأْمِرُ أَبَوَيَّ ؟ بَلْ أَخْتَارُ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وأَسْأَلُكَ أَلاَّ تَذْكُرَ لامْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِكَ مَا اخْتَرْتُ . فَقَالَ لَهَا الرَّسُولُ : إِن اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفاً ، وَلكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّماً وَمُيَسِّراً ، لاَ تَسَأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَمَّا اخْتَرْتِهِ إِلاَّ أَخْبَرتُها . ثُمَّ وَعَظَهُنَّ اللهُ بَعْدَ أَنْ اخْتَرْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وخَصَّهُنَّ بِأَحْكَامٍ . وَمَعنَى الآيةِ الكَريمةِ : يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ اخْتَرْنَ لأَِنْفُسِكُنَّ إِحْدَى خَلَّتَيْنِ : - الأُولى : إِنْ كُنْتُنَّ تُحَبِبْنَ الحَيَاةَ الدُّنيا ، وَزِينَتها ، وَزُخْرُفَهَا ، فَلَيْسَ لَكُنَّ مُقَامٌ عِندِي ، إِذْ ليسَ عِندِي شَيءٌ مِنها ، فَأَقْبِلَنَ إِلَيِّ أُعطِكُنَّ مَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَى الرِّجَالِ لِلنِّساءِ مِنَ المُتْعَةِ عِنْدَ مُفَارَقَتِهِمْ إِيَّاهُنَّ بِالطَّلاقِ . - أَمَّا الثَّانِيَةُ فَقَدْ جَاءَتْ فِي الآيةِ التَّالِيَةِ . أُمتّعْكُنَّ - أُعْطِكُنّ مُتْعَةَ الطَّلاقِ . أَسَرِّحْكُنَّ - أُطَلِّقْكُنَّ . سَرَاحاً جميلاً - طَلاقاً حَسَناً لا ضِرَارَ فيهِ .