Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 123-123)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْكِتَابِ } ( 123 ) - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تَخَاصَمَ أهْلُ الأدْيَانِ فَقَالَ أهْلُ التَّورَاةِ : كِتَابُنَا خَيْرُ الكُتُبِ ، وَنَبِيُّنَا خَيْرُ الأنْبِيَاءِ . وَقَالَ أهْلُ الإِنْجِيلِ مِثْلَ ذَلِكَ . وَقَالَ أهْلُ الإِسْلاَمِ : لاَ دِينَ إلاَّ الإِسْلاَمُ ، وَكِتَابُنا نَسَخَ كُلَّ الكُتُبِ ، وَنَبِيُّنَا خَاتَمُ الأنْبِيَاءِ ، وَأُمِرْتُمْ وَأمِرْنَا أنْ نُؤْمِنَ بِكِتَابِكُمْ وَنَعْمَلَ بِكِتَابِنَا . فَقَضَى اللهُ تَعَالَى بَيْنَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ . وَقَالَ لَهُمْ لَيْسَ فَضْلُ الدِّينِ وَشَرَفُهُ ، وَلاَ نَجَاةُ أهْلِهِ تَكُونُ بِأنْ يَقُولَ القَائِلُ مِنْهُمْ إنَّ دِينِي أفْضَلُ وَأكْمَلُ ، بَلْ عَليهِ أنْ يَعْمَل بِمَا يَهْدِيهِ إليهِ دِينُهُ ، فَإنَّ الجَزَاءَ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى العَمَلَ ، لاَ عَلَى التَّمَنِّي وَالغُرُورِ ، فَلَيْسَ أمْرُ نَجَاتِكُمْ ، وَلاَ نَجَاةُ أهْلِ الكِتَابِ ، مَنُوطاً بِالأمَانِي فِي الدِّينِ ، فَالأدْيَانُ لَمْ تُشَرَّعْ لِلتَّفَاخُرِ وَالتَّبَاهِي ، وَلاَ تَحْصَلُ فَائِدَتُهَا بِالانْتِسَابِ إليها ، دُونَ العَمَل بِها . فَالعِبْرَةُ بِطَاعَةِ اللهِ ، وَاتِّبَاعِ شَرْعِهِ الذِي جَاءَ عَلَى ألْسِنَةِ الرُّسُلِ الكِرَامِ ، فَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً ، مِنْ أيِّ دِينٍ كَانَ يَجِدْ جَزَاءَهُ ، وَلَنْ يَنْصرَهُ أحَدٌ مِنُ بَأسِ اللهِ ، وَلَنْ يُجِيرَهُ أحَدٌ مِنْ سُوءِ العَذَابِ ، فَعَلَى الصَّادِقِ فِي دِينِهِ أنْ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ عَلَى العَمَلِ بِمَا هَدَاهُ إليهِ كِتَابُه وَرُسُلُهُ .