Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 128-128)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

( 128 ) - إذَا خَافَتِ المَرْأَةُ مِنْ زَوْجِهَا أنْ يَنْفِرَ مِنْهَا ، وَيُعْرِضَ عَنْهَا ، فَلَهَا أنْ تَتَّفِقَ مَعَهُ عَلَى أَنْ تُسْقِطَ عَنْهُ حَقَّهَا كُلَّهُ أوْ بَعْضَهُ : مِنْ نَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ أوْ مَبِيتٍ ، أوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ حُقُوقِها عَلَيهِ ، لِتَبْقَى عِنْدَهُ عَزِيزَةً مُكَرَّمَةً ، أوْ تَسْمَحَ لَهُ بِبَعْضِ المَهْرِ ، أوْ بِمُتْعَةِ الطَّلاقِ ، أوْ بِكُلِّ ذَلِكَ ، لِيُطَلِّقَهَا كَمَا جَاءَ فِي آيَةٍ أخْرى . وَلَهُ أنْ يَقْبَلَ مِنْهَا ذَلِكَ ، وَلاَ حَرَجَ عَلَيهَا فِي بَذْلِهِ ، وَلاَ حَرَجَ عَليهِ فِي قَبُولِهِ مِنْهَا . وَالصُّلْحُ خَيْرٌ مِنَ الفِرَاقِ وَالتَّسْرِيحِ ، وَقَدْ سَاوَى اللهُ تَعَالَى بَيْنَ الرَّجُلِ وَالمَرْأةِ ، وَمَيَّز الرِّجَالَ بِالقِيَامِ بِرِئَاسَةِ الأسْرَةِ ، لأنَّ الرَجُلَ أقْوَى مِنَ المَرْأةِ بَدَناً وَعَقْلاً ، وَأقْدَرُ عَلَى الكَسْبِ وًالنَّفَقَةِ ، فَيَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُعَاشِرَ المَرْأَةَ بِالمَعْرُوفِ ، وَأنْ يَتَحَرَّى العَدْلَ قَدْرَ المُسْتَطَاعِ . وَيَقُولُ تَعَالَى : إنَّ النُّفُوسَ عَرْضَةٌ لِلشُّحِّ ، فَإذا عَرَضَ لَهَا دَاعٍ مِنْ دَوَاعِي البَذْلِ ألَمَّ بِهَا الشُّحُّ وَالبُخْلُ ، فَنَهَاهَا عَنْ أنْ تَبْذُلَ مَا يَنْبَغِي أَنْ تَبْذلَهُ لأجْلِ الصُّلْحِ ، فَالنِّسَاءُ حَرِيصَاتٌ عَلَى حُقُوقِهِنَّ فِي القَسْمِ وَالنَّفَقَةِ ، وَحُسْنِ العِشْرَةِ ، وَالرِّجَالُ حَرِيصُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ أيْضاً ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ التَّسَامُحُ بَيْنَهما كَامِلاً . ثُمَّ رَغَّبَ اللهُ تَعَالَى فِي بَقَاءِ الزَّوْجِيَّةِ جَهْدَ المُسْتَطَاعِ فَقَالَ : وَإنْ تُحْسِنُوا العِشْرَةَ فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَتَتَّقُوا أسْبَابَ النُّشُوزِ وَالإِعْرَاضِ ، وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيهِمَا مِنَ الشِّقَاقِ ، فَإنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ بِذَلِكَ ، لاَ يَخْفَى عَلَيهِ شَيءٌ مِنْهُ . بَعْلُهَا - زَوْجُهَا . نُشُوزاً - تَجَافياً عَنْهَا وَظُلْماً . الشُّحَّ - البُخْلَ مَعَ الحِرْصِ .