Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 141-141)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِلْكَافِرِينَ } { ٱلْقِيَامَةِ } ( 141 ) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى : أنَّ هَؤُلاءِ المُنَافِقِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِالمُؤْمِنِينَ دَوَائِرَ السَّوْءِ ، وَيَنْتَظِرُونَ زَوَالَ دَوْلَةِ الإِسْلاَمِ ، وَظُهُورَ الكُفْرِ عَلَيهِمْ ، وَذَهَابَ مِلَّتِهِمْ . فَإذَا نَصَرَ اللهُ المُؤْمِنِينَ ، وَفَتَحَ عَلَيهِم ، وَاسْتَحْوَذُوا عَلَى الغَنَائِمِ ، قَالُوا لِلْمُؤْمِنِينَ مُتَوَدِّدِينَ إِلَيْهِمْ : ألَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ وَإذاً فَنَحْنُ نَسْتَحِقُّ نَصِيباً مِنَ المَغْنَمِ الذِي حُزْتُمُوهُ . وَإذا كَانَ النَّصْرُ وَالغَلَبَةُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنينَ كَمَا وَقَعَ فِي غَزْوَةِ أحُدٍ ، قَالُوا لِلْكَافِرِينَ المُنْتَصِرِينَ : ألَمْ نُسَاعِدْكُمْ فِي البَاطِنِ وَنَحْمِكُمْ ، وَنُخَذِّلِ المُؤْمِنينَ عَنْ قِتَالِكُمْ حَتَّى انْتَصَرْتُمْ عَلَيهِم ( ألَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ) ؟ فَاعْرِفُوا لَنَا هَذَا الفَضْلَ ، وَأعْطُونَا نَصِيباً مِمَّا أصَبْتُمْ مِنَ المَغْنَمِ . وَيَتَوَعَّدُ اللهُ تَعَالَى المُنَافِقِينَ بِأنَّهُ سَيُحَاسِبُهُمْ حِسَاباً عَسِيراً عَلَى بَوَاطِنِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَلَنْ يَنْفَعَهُمْ تَظَاهُرُهُمْ بِالإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ وَنِفَاقُهُمْ ، وَأنَّهُ سَيَحْكُمُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ المُؤْمِنينَ الصَّادِقينَ ، وَبَيْنَ المُنَافِقِينَ ، الذِينَ يُبْطِنُونَ الكُفْرَ ، وَيُظْهِرُونَ الإِيمَانَ ، وَيُجَازِي كُلا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ . وَيَقُولُ تَعَالَى : إنَّهُ لَنْ يَجْعَلَ لِلكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنينَ سُلْطاناً وَسَبيلاً فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا ، مَا دَامُوا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِهِمْ ، قَائِمِينَ بِأوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ ، وَإنْ حَقَّقَ الكَافِرُونَ بَعْضَ الظَّفرِ ، فِي بَعْضِ الأحْيَانِ ، فَالعَاقِبَةُ لِلْحَقِّ دَائِماً ، وَالبَاطِلُ إلى زَوَالٍ . كَمَا أَنَّهُ تَعَالَى لَنْ يَجْعَلَ لِلْكَافِرِينَ سُلْطَاناً عَلَى المُؤْمِنينَ فِي الآخِرَةِ . يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ - يَنْتَظِرُونَ بِكُمْ مَا يَحْدُثُ لَكُمْ . فَتْحٌ - نَصْرٌ وَظَفْرٌ وَغَنِيمَةٌ . ألَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ - ألَمْ نَغْلِبْكُمْ فَأبْقَيْنَا عَلَيْكُمْ .