Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 34-34)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَوَّامُونَ } { أَمْوَالِهِمْ } { فَٱلصَّالِحَاتُ } { قَانِتَاتٌ } { حَافِظَاتٌ } { وَٱللاَّتِي } ( 34 ) - مِنْ شَأْنِ الرَّجُلِ أنْ يَقُومَ عَلَى المَرْأَةِ بِالحِمَايَةِ وَالرِّعَايَةِ ، وَلِذَلِكَ فَرَضَ اللهُ تَعَالَى الجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ ، وَالجِهَادُ مِن أخَصِّ شُؤُونِ الحِمَايَةِ . وَقَدْ فَضَّلَ اللهُ الرِّجَالَ عَلَى النِّسَاءِ فِي الخِلْقَةِ ، وَأعْطَاهُمْ مَا لَمْ يُعْطَ النِّسَاءُ مِنَ الحَوْلِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فَضّلَهُمْ بِالقُدْرَةِ عَلَى الإِنْفَاقِ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ أَمْوالِهِمْ ، فَإِنَّ فِي المُهُورِ تَعْوِيضاً لِلْنِّسَاءِ ، وَمُكَافَأَةً لَهُنَّ عَلَى الدُّخُولِ تَحْتَ رِئَاسَةِ الرَّجُلِ ، وَقَبُولِ القِيَامَةِ عَلَيْهِنَّ . وَالقِيَامَةُ تَعْنِي الإِرْشَادَ وَالمُرَاقَبَةَ فِي تَنْفِيذِ مَا تُرْشَدُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، وَمُلاَحَظَةَ أَعْمَالِهِنَّ ، وَمِنْ ذَلِكَ حِفْظُ المَنْزِلِ ، وَعَدَمُ مُفَارَقَتِهِ إلاَّ بإذْنٍ ، وَالانْصِرَافُ إلى وَظِيفَتِهِنَّ الفِطْرِيَّةِ مِنْ حَمْلٍ وَرَضَاعٍ وَتَرْبِيَةٍ . وَالنِّسَاءُ الصَّالِحَاتُ مُطِيعَاتٌ لأَزْوَاجِهِنَّ ، حَافِظَاتٌ لِمَا يَجْرِي بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ أَزْوَاجِهِنَّ فِي خَلْوَاتِهِمْ ، لاَ يُطْلِعْنَ عَلَيهِ أَحَداً ، وَيَحْفَظْنَّ أَنْفُسَهُنَّ مِنْ أيدِي العَابِثِينَ ، وَعَلَيْهِنَّ أنْ يَحْفَظْنَ أمْوَالَ أَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الضَّيَاعِ ، وَهَذا الصّنْفُ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ لِلرِّجَالِ عَلَيِهِنَّ سُلْطَانُ التَّأديب . أمَّا اللَّوَاتِي تَخْشَوْنَ مِنْهُنَّ أنْ لاَ يَقُمْنَ بِحَقِّ الزَّوْجِيَّةِ عَلَى الوَجْهِ الذِي تَرْضَونَ ، فَعَلَى الرِّجَالِ مُعَامَلَتُهُنَّ ، مُبْتَدِئِينَ بِالوَعْظِ وَالإِرْشَادِ ، وَالتَّذْكِيرِ بِوَاجِبَاتِهِنَّ ، فَقَدْ يَكْفِي ذَلِكَ ، فَإِنْ لَمْ يُجْدِ ذَلِكَ ، فَجَرِّبُوا الهَجْرَ فِي المَضْجَعِ ، وَالإِعْرَاضَ عَنْهُنَّ ، فَقَدْ يُفِيدُهُنَّ ذَلِكَ فَيَفِئْنَ إلَى الصَّوَابِ . وَإذَا لَمْ يُجْدِ ذَلِكَ فَجَرِّبُوا الضَّرْبَ غَيْرَ المُبَرِّحِ وَغَيْرَ المُؤْذِي ، وَهَذا لاَ يُلجَأ إليهِ إلاَّ إذَا يَئِسَ الرَّجُلُ مِنْ رُجُوعِ المَرْأَةِ عَنْ نُشُوزِهَا إلاَّ بِهِ . وَإذا أطَاعَتِ المَرْأَةُ زَوْجَهَا فِيمَا يُرِيدُهُ مِنْهَا ، مِمَّا أَبَاحَهُ اللهُ لَهُ مِنْها ، فَلاَ سَبِيلَ لَهُ عَلَيْها ، وَلَيْسَ لَهُ ضَرْبَهَا ، وَلاَ هُجْرَانُها ، وَلاَ إِسَاءَةُ مُعَامَلَتِهَا . وَيُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى الرِّجَالَ إذا بَغَوْا عَلَى النِّسَاءِ بَغْيِرِ سَبَبٍ ، وَيُعْلِمُهُمْ بِأنَّهُ وَليُّهُنَّ ، وَأنَّهُ سَيَنْتَقِمُ مِمَّنْ يَبْغِي عَلَيْهِنَّ . قَوَّامُونَ - قِيَامَ الوُلاَةِ المُصْلِحِينَ عَلَى الرَّعِيَّةِ . قَانِتَاتٌ - مُطِيعَاتٌ لأزْوَاجِهِنَّ . حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ - صَائِنَاتٌ لِلْعِرْضِ وَالمَالِ فِي الغَيْبَةِ . بِمَا حَفِظَ اللهُ - لَهُنَّ مِنْ حُقُوقِهِنَّ عَلَى أزْوَاجِهِنَّ . النُّشُوزُ - عَدَمُ المُطَاوَعَةِ .