Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 79-79)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَرْسَلْنَاكَ } ( 79 ) - يُخَاطِبُ اللهُ تَعَالَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَيَقْصُدُ بِالخِطَابِ مَنْ أُرْسِلَ النَّبِيُّ إلَيْهِم ، فَيَقُولُ : مَا أَصَابَكَ يا ابْنَ آدَمَ ، مِنْ خَيْرٍ وَحَسَنَةٍ ، فَهُوَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيكَ ، فَهُوَ الذِي سَخَّرَ لَكَ المَنَافِعَ التِي تَتَمَتَّعُ بِهَا ، وَتحَسُنُ لَدَيْكَ . وَكُلَّمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَهُوَ مِنْ نَفْسِكَ ، فَإنَّكَ بِمَا أُوتِيتَ مِنْ قُدْرَةٍ عَلَى العَمَلِ وَالاخْتِيارِ ، فِي دَرْءِ المَفَاسِدِ ، وَجَلْبِ المَنَافِعِ ، وَتَرْجِيحِ بَعْضِ المَقَاصِدِ عَلى بَعْضٍ … قَدْ تُخْطئُ فِي مَعْرِفَةِ مَا يَسُوؤُكَ ، وَمَا يَنْفَعُكَ ، لأنَّكَ لا تَضْبُطُ إرَادَتَكَ وَهَوَاكَ ، وَلاَ تُحِيطُ بِالسُّنَّنِ وَالأسْبَابِ ، فَأَنْتَ تُرَجِّحُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ، إمَّا بِالهَوَى ، وإمَّا قَبْلَ أنْ تُحِيطَ خُبْراً بِمَعْرِفَةِ النَّافِعِ والضَّارِّ ، فَتَقَعُ فِيمَا يَسُوءُ . وَقَدْ أَرْسَلَكَ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ للنَّاسِ لِتُبْلِغَهُمْ شَرَائِعَ رَبِّهِمْ ، وَأَوَامِرَهُ ، وَنَوَاهِيَهُ ، وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ ، وَهَوُ عَالِمٌ بِمَا تُبْلِغُهُمْ إيَّاهُ ، وَبِمَا يَرُدُّونَ عَلَيْكَ بِهِ .