Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 83-83)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلشَّيْطَانَ } ( 83 ) - يُنْكِرُ اللهُ تَعَالَى عَلى مَنْ يُبَادِرُ إلى الأُمُورِ قَبْلَ أنْ يَتَحَقَقُ مِنْهَا ، فَيُخْبِرُ بِهَا وَيُفْشِيهَا ، وَيَنْشُرُهَا ، وَقَدْ لاَ يَكُونُ لَهَا أَسَاسٌ مِنَ الصِّحَّةِ ، وَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهَا أنْ تُحْدِثَ البَلْبَلَةَ فِي الجَمَاعَةِ ، وَقَدْ تَكُونُ صَحِيْحَةٌ وَلَكِنْ يَكُونُ فِي إفْشَائِهَا وَالإِعْلاَنِ عَنْهَا مَضَرَّةٌ بِالأمَّةِ ، يُفِيدُ مِنْهَا أعْدَاؤُها . وَقِيلَ إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ أشِيعَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ زَوْجَاتِهِ فَجَاءَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ، وَرَأى النَّاسَ فِي المَسْجِدِ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ طَلاقِ رَسُولِ اللهِ أَزْوَاجَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَيهِ ، فَسَألَهُ إنْ كَانَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ ، فَقَالَ : لاَ . فَخَرَجَ عُمَرُ وَقَالَ للنَّاسِ إنَّ الرَّسُولَ لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ . وَقِيلَ أَيْضاً : إِنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ الأحْزَابِ إذِ اشْتَدَّ الأمْرُ بِالمُسْلِمِينَ ، وَجَاءَ مَنْ يُخْبِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَةَ نَقَضُوا عَهْدَهُمْ مَعَ المُسْلِمِينَ ، فَأَرْسَلَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِهِ يَسْتَكْشِفُونَ خَبَرَ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَقاَلَ لَهُمْ إنْ وَجَدْتُمُ الخَبَرَ صَحِيحاً فَالْحنُوا إلينَا بِإِشَارَةٍ لِكَيْلاَ يَفُتّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ المُسْلِمِينَ ، وَيَزِيدَ فِي اضْطِرَابِهِمْ ، فَعَادَ الوَفْدُ وَأخْبَرَ النَّبِيَّ بِنَقْضِهِم العَهْدَ ، وَانْتَشَرَ خَبَرُ نَقْضِ بَنِي قُرَيْظَةَ العَهْدَ ، وَانْضِمَامِهِمْ إلى الكُفَّارِ ، وَتَنَاقَلَهُ المُسْلِمُونَ فَزَادَ ذَلِكَ فِي اضْطِرابِهِمْ . وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى : لَوْ أنَّ هَؤُلاءِ رَدُّوا مَا سَمِعُوا إلى الرَّسُولِ ، وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ ، الذِينَ يَسْتَطِيعُونَ تَقْدِيرَ الأمُورِ ، وَمَعْرِفَةَ مَا يَجُوزُ نَشْرُهُ وَإذَاعَتُهُ ، وَمَا لاَ يَجُوزُ ، لَقَدَّرُوهُ ، وَلَرأوا إنْ كَانَ يَحْسُنُ نَشْرُهُ وَإذَاعَتُهُ أوْ لا . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ بِكُمْ - إذْ هَدَاكُمْ إلى طَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، وَرَدَّ الأُمُورَ العَامَّةَ إلى الرَّسُولِ ، وَإلَى أولِي الأمْرِ - لاَتَّبَعْتُمْ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ ، كَمَا اتَّبَعَتْها تِلَكَ الطَّائِفَةُ مِنَ المُنَافِقِينَ ، التِي تَقُولُ لِلرَّسُولِ : طَاعَةٌ ! ثُمَّ تُبَيِّتُ فِعْلَ غَيْرِ مَا قَالَتْ ، وَالتِي تُذْيعُ أمْرَ الأَمْنِ وَالخَوْفِ ، وَتُفْسِدُ سِيَاسَةَ الأمَّةِ ، وَلأخَذْتُمْ بِآراءِ المُنَافِقِينَ ، فِيمَا تَأْتُونَ ، وَفِيمَا تَذَرُونَ ، وَلَمَا اهْتَدى إلى الصَّوابِ مِنْكُمْ إلاَّ قَلِيلُونَ . أذَاعُوا بِهِ - أَفْشَوْهُ وَأشَاعُوهُ . يَسْتَنْبِطُونَهُ - يَسْتَخْرِجُونَ تَدْبِيرَهُ أو عِلْمَهُ .