Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 10-10)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عَاهَدَ } ( 10 ) - حِينَما وَصَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلى الحُدَيْبِيَةِ مُعْتَمِراً ( وَالحُدَيْبِيَةُ قَرْيَةٌ عَلَى مَسِيرَةٍ مَرْحَلَةٍ مِنْ مَكَّةَ ) ، مَعَ ألفٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، دَعَا خُراشَ بْنَ أُميَّةَ الخزَاعِي فَبَعَثَهُ إِلى قُرَيشٍ ، بِمَكَّةَ لِيُبَلِّغَ أَشْرَافَهُمْ عَنْهُ مَا جَاءَ لأَِجْلِهِ ، فَعَقَرَتْ قُرَيشٌ الجَمَلَ ، وَأَرَادُوا قَتْلَ خُراشٍ فَمَنَعَتْهُ الأَحَابِيشُ ، فَخَلُّوا سَبِيلَه ، فَعَادَ إِلى رَسُولِ اللهِ ، وَأَخْبَرَه بِمَا جَرَى . وَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرْسِلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ ، فاعْتَذَرَ بَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَقَارِبُ في مَكَّةَ يَمْنَعُونَهُ ، وَدَلَّه عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَاسْتَدْعَاهُ إِليهِ وَأَرْسَلَهُ إِلى أَبي سُفْيَانَ وأَشْرافِ قُرَيشٍ ، يُخْبِرْهُمْ بِأَنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَأْتِ لِحَربٍ ، وَإِنما جَاءَ زَائِراً لِلْبَيتِ ، مُعْتَمِراً ، فَلَقِيَهُ أَبَانُ بَنُ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ ، حِينَ دَخَلَ عُثْمانُ مَكَّةَ ، فَجَعَلَهُ في جِوَارِه حَتَّى فَرَغَ مِنْ إِبلاغِ رِسَالَتِهِ ، ثُمَّ إِنَّ قُرَيشاً احْتَبَسَتْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَهُمْ فَشَاعَ بَينَ المُسْلِمينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ ، فَقَالَ الرَّسُولُ : لاَ نَبْرَحُ حَتَّى نُنَاجِزَ القَوْمَ . وَدَعَا النَّاسَ إِلى البَيْعَةِ فَكَانت بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ تَحْتَ شَجرةٍ كَانَتْ هُنَاكَ . وَبَايَعَهُ النَّاسُ عَلَى أَلاَّ يَفِرُّوا أَبداً . وَلَم يَتَخلَّفْ عَنِ البَيْعَةِ إِلا الجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، وَهُوَ مُنَافِقٌ مِنَ الأَنْصَارِ . وَعَلِمَتْ قُرَيشٌ بِالبَيْعَةِ فَخَافَتْ وَأَرْسَلَتِ الرُّسُلَ إِلى النَّبِيِّ يَسْأَلُونَهُ الصُّلْحَ وَالمُوَادَعَةَ ، فَتَمَّ الصُّلْحُ عَلَى أَنْ يَرْجِعَ الرَّسُولُ وَالمُسْلِمُونَ هذا العَامَ ، وَلاَ يَدْخُلُوا مَكَّةَ ، وَأَنْ يَحُجَّ في العَامِ القَادمِ ، وَعَلى أَنْ يَقُومَ صُلْحٌ بَينَ الرَّسُولِ وَقُريشٍ مُدَّتُهُ عَشْرُ سَنَواتٍ . وَفِي هذهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ يَتَحَدَّثُ اللهُ تَعَالى عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ التي تَمَّتْ تَحْتَ الشَّجَرةِ ، فَيقُولُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الذِينَ يُبَايِعُونَكَ في الحُديبيَةِ مِنْ أَصْحابكَ عَلَى أَلاَّ يَفرُّوا مِنَ المَعْرَكَةِ ، وَلا يُوَلُّوا الأَدْبَارَ ، إِنَّما يُبَايُعونَ اللهَ بِبَيْعَتِهِمْ إِيَّاكَ ، واللهُ حَاضِرٌ مَعَهُم ، وَهُمْ يَضَعُونَ أَيديَهم في يَدِكَ مُبَايِعِينَ ، يَسْمَعُ أَقْوَالَهُم ، وَيَرَى مَكانَهُمْ ، وَيَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَجَهْرَهُمْ ، فَهُوَ تَعَالى المُبَايعُ بِوَاسِطَةِ رَسُولِهِ ، وَيَدُهُ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ . وفي الحديث : " مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ في سَبِيلِ اللهِ فَقَدْ بَايعَ " . فَمَنْ نَقَضَ البَيْعَةَ التِي عَقَدَهَا مَعَ النَّبِيِّ فإِنَّ ضَرَرَ ذَلِكَ إِنَّما يَعُودُ عَلَيهِ ، وَلاَ يَضرُّ بالنَّكْثِ وَالإِخْلاَفِ إِلا نَفْسَهُ . أَمَّا مَنْ أوفى بِعَهدِ البَيْعَةِ فإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ الأَجْرَ والمَثُوبَة في الآخِرَةِ ، ويُدْخِلُه الجَنَّةَ لِيبْقَى فِيها خَالِداً . نَكَثَ - نَقَضَ العَهْدَ أَوِ البَيْعَةَ .