Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 4-4)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِيمَاناً } { إِيمَانِهِمْ } { ٱلسَّمَاوَاتِ } ( 4 ) - كَانَ مِنْ شُرُوطِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ شَرْطَانِ تَرَكَا أَثَراً فِي نُفُوسِ المُؤْمِنِينَ : 1 - أَنْ لاَ يَدْخُلَ المُسْلِمُونَ مَكَّةَ عَامَهُمْ ذَاكَ ، وَأَنْ يَأتُوا مُعْتَمِرِينَ فِي العَامِ ، الذِي يَلِيهِ . 2 - أنْ يَرُدَّ المُسْلِمُونَ مَنْ جَاءَهُمْ مِنْ قُرَيشٍ مُسْلِماً إِلى قَوْمهِم ، وَأَنْ لاَ تَرُدَّ قُرَيشٌ مَنْ جَاءَها مِنَ المُسْلِمِينَ مُرْتَداً عَنِ الإِسْلامِ . وَظَنَّ بَعْضُ المُسْلِمِين أَنَّ في هذينِ الشَّرْطَينِ غبْناً لِلمُسْلِمِينَ ، حَتّى إِن رَسُولَ اللهِ لَمَّا أَمرَ المُسْلِمِينَ بِنَحْرِ الهَدْيِ ، وَبِحَلقِ شُعُورِهِمْ ، لَمْ يَمْتَثِلوا لأَمْرِه في بَادئِ الأَمرِ ، فَقَدْ ثَارَتْ في نُفُوسِهِمِ الحَمِيَّةُ للإِسْلامِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهم ، وَلِيَزْدَادُوا يَقِينا في دِينِهِمْ بِطَاعَةِ اللهِ ، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَاللهُ تَعَالى هُوَ الذِي يُدَبِّرُ أمرَ الكَوْنِ ، فَيَجْعَلُ جَمَاعةً مِنْ جُنْدِهِ يُقَاتِلُون لإِعْلاَءِ كَلِمَةِ الحَقِّ ، وَيَجْعَلُ غَيْرَهم يُقَاتِلُونَ في سَبيلِ الشَّيْطَانِ ، وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَرْسَلَ عَلَيْهِم جُنْداً مِنَ السَّماء يَقْضُونَ عَلَيهم ، لكِنَّهُ سُبْحَانَه وَتَعَالى شَرَعَ الجِهَادَ والقِتَالَ لما في ذلِكَ مِنَ المَصْلَحَةِ التِي لاَ يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ ، وَاللهُ عَلِيمٌ بِالأُمُورِ ، حَكِيمٌ في شَرْعِهِ وَتَدْبِيرِهِ . السَّكِينَةَ - السُّكُونَ وَالطُّمَأْنِينَةَ .