Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 106-106)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يِا أَيُّهَا } { آمَنُواْ } { شَهَادَةُ } { آخَرَانِ } { فَأَصَابَتْكُم } { ٱلصَّلاَةِ } { شَهَادَةَ } ( 106 ) - قِيلَ إنَّ حُكْمَ هَذِهِ الآيَةِ مَنْسُوخٌ . وَلَكِنَّ الأَكْثَرِيَّةَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أنَّهُ مُحْكَمٌ . وَهَذِهِ الآيَةُ تَتَضَمَّنُ حُكْمَ مَنْ تُوُفّيَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ - وَكَانَ ذَلِكَ فِي أوَّلِ الإِسْلامِ ، وَالنَّاسُ كُفَّارٌ ، وَالأَرْضُ أرْضُ حَرْبٍ - وَكَانَ النَّاسُ يَتَوَارَثُونَ بِالوَصِيَّةِ ، ثُمَّ نُسِخَتِ الوَصِيَّةُ ، وَفُرِضَتِ الفَرَائِضُ ، وَعَمِلَ النَّاسُ بِهَا . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ مَا يَلِي : ( خَرَجَ بَدْيِلٌ ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ العَاصِ ، مَعَ تَاجِرَينِ نَصْرَانِيَّينِ هُمَا تَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَعُدِيُّ بْنُ بَدَاءَ ، فِي تِجَارَةٍ إلَى الشَّامِ ، وَفِي الطَّرِيقِ اشْتَكَى بَدِيلٌ فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ دَسَّهَا فِي مَتَاعِهِ ، وَأوْصَى إليهِما . فَلَمَّا مَاتَ فَتَحَا مَتَاعَهُ فَأخَذا مِنْهُ شَيْئاً ثُمَّ حَجَرَاهُ كَمَا كَانَ . وَقَدِمَا عَلَى أهْلِهِ فِي المَدِينَةِ فَدَفَعا مَتَاعَهُ ، فَفَتَحَ أهْلُهُ المَتَاعَ فَوَجَدُوا كِتَابَهُ وَعَهْدَهُ ، وَمَا خَرَجَ بِهِ ، وَفَقَدُوا جَاماً مِنْ فِضَّةٍ مُطَعَّمَةٍ بِالذَّهَبِ ، فَسَألْوهُمْا عَنْهُ فَقَالا : هَذا الذِي قَبَضْنَا لَهُ ، وَدَفَعَ إلينا . فَقَالُوا هذا كِتَابُهُ بِيَدِهِ . قَالاَ : مَا كَتَمْنَا لَهُ شَيْئاً . فَتَرَافَعُوا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَأمَرَ النَّبِيُّ أنْ يَسْتَحْلِفُوهُمَا ، دُبُرَ صَلاةِ العَصْرِ ، بِاللهِ الذِي لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ مَا قَبَضْنَا غَيْرَ هَذا وَلاَ كَتَمْنَاهُ . فَحَلفَا . ثُمَّ وَجَدَ أَهْلُهُ الجَامَ فِي مَكَّةَ ، فَقَالَ لَهُمْ مَنْ وَجَدُوهُ عِنْدَهُ : إنَّهُ اشْتَرَاهُ مِنْ عَدِيٍ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ . فَقَالَ هَذانِ : نَعَمْ ، وَلَكِنَّا اشْتَرَينَاهُ مِنْهُ ، وَنَسِينا أنْ نَذْكُرَهُ حِينَ حَلَفْنَا ، فَكَرِهْنَا أنْ نَكْذِبَ فِي نُفُوسِنا . فَتَرَافَعُوا إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ الآيَةُ التَّالِيَةُ { فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا ٱسْتَحَقَّآ } فَأَمَرَ النَّبِيُّ رَجُلَينِ مِنْ أهْلِ بَيْتِ المَيِّتِ أن يَحْلِفَا عَلَى مَا كَتَمَ تِمِيمٌ وَعَدِيٌّ وَغَيَّبَاهُ وَيَسْتَحِقَّانه . ثُمَّ إنَّ تَمِيماً الدَّارِيَّ أسْلَمَ ، وَبَايَعَ النَّبِيِّ ، وَكَانَ يَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللهِ ، أنَا أخَذْتُ الإِنَاءَ . ( وَيَرَى ابْنُ عَبَّاسٍ أنْ يَحْلِفَ الشَّاهِدانِ ، إِنْ كَانَا غَيْرَ مُسْلِمينِ ، بَعْدَ صَلاَةِ أهْلِ دِينِهِمَا ، لأَنَّهُ لاَ مَعْنَى لِتَحْلِيفِهِمَا بَعْدَ صَلاَةِ العَصْرِ ، لأنَّهُما لا يُبَالِيَانِ بِصَلاَةِ ظُهْرٍ وَلاَ عَصْرٍ ، وَلا يُؤْمِنَانِ بِهَا ) . وَقَدْ أضَافَ اللهُ تَعَالَى الشَّهَادَةَ لِنَفْسِهِ الكَرِيمَةِ تَكْرِيماً لَهَا وَتَعْظِيماً . الشَّهَادَةُ - قَوْلُ مَنْ أبْصَرَ وَشَاهَدَ بِمَا شَاهَدَ . تَحْبِسُونَهُمَا - تُمْسِكُونَهُمَا وَتَمْنَعُونَهُمَا مِنَ الهَرَبِ . ارْتَبْتُمْ - شَكَكْتُمْ . ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ - سَافَرْتُمْ فِيهَا . لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً - لاَ نَأخُذُ بِقَسَمِنَا كَذِباً عَرَضاً دُنْيَوِيّاً .