Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-14)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr: tafsīr, asbāb nuzūl, aḥādīṯ, namāḏiǧ iʿrāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نَصَارَىٰ } { مِيثَاقَهُمْ } { ٱلْقِيَامَةِ } ( 14 ) - وَكَذَلِكَ أخَذَ اللهُ تَعَالَى المِيثَاقَ مِنَ النَّصَارَى عَلَى الثَّبَاتِ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَالقِيَامِ بِمَا فَرَضَهُ عَلَيْهِمْ ، وَاتِّبَاعِ رُسُلِهِ ، وَالتَّصْدِيقِ بِهِمْ ، فَسَلَكُوا فِي مِيثَاقِ اللهِ طَرِيقَ اليَهُودِ ، فَبَدَّلُوا دِينَهُمْ ، وَنَقَضُوا المِيثَاقَ الذِي أَخَذَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ ، وَنَسُوا حَظّاً كَبيراً مِنْ كِتابِهِمْ . وَسَبَبُ ذَلِكَ أنَّ المَسِيحَ عَلَيهِ السَّلاَمُ لَمْ يَكْتُبْ مَا ذَكَّرَهُمْ بِهِ مِنَ المَواعِظِ ، وَتَوحِيدِ اللهِ وَتَنْزِيهِهِ ، وَلاَ طُرُقَ الإِرْشَادِ إلى عِبَادَةِ اللهِ ، وَكَانَ الذِينَ اتَّبَعُوهُ مِنَ العَامَّةِ ( الحَوَارِيُّونَ كَانُوا مِنَ الصَّيَّادِينَ ) ، وَاشْتَدَّ اليَهُودُ فِي مُطَارَدَتِهِمْ فَتَفَرَّقُوا ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَاتٌ ذَاتُ قُوَّةٍ وَنُفُوذٍ وَعِلْمٍ تُدَوِّنُ مَا حَفِظُوهُ مِنَ الإِنْجِيلِ . وَالإِنْجِيلُ لَمْ يُكْتَبْ إلاَّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ قُرُونٍ عِنْدَمَا دَخَلَ قِسْطَنْطِينُ في النَّصْرَانِيَّةِ ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَاً فِي تَفَرُّقِهِمْ وَتَعَادِيهِمْ ، وَاخْتِلاَفِهِمْ شِيَعاً وَطَوَائِفَ ، كُلُّ فِئَةٍ تُكَفِّرُ الأخْرَى وَتُعَادِيها . وَيَقُولُ تَعَالَى : إِنَّهُ ألْقَى بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بِسَبَبِ ذَلِكَ ، وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ حَتَّى قِيامِ السَّاعَةِ . وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُنْبِئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي الدُّنْيَا ، وَبِمَا اقْتَرَفُوهُ مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَبِمَا نَسَبُوا إلَيهِ مِنْ أنَّ لَهُ صَاحِبَةً وَوَلَداً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى . فَأغْرَيْنَا - هَيَّجْنَا وَحَرَّشْنَا .